Thursday, June 30, 2011
كلام في الحماية الدولية
كلام في الحماية الدوليةOliver كتبها
هاجم البعض الحماية الدولية و هتف لها البعض الآخر و أطلق عليها البعض إسم خيانة عظمي و قدم البعض الآخر طلبات لجهات دولية يلتمس منها الحماية.
الذين لا يفهمون معني الحماية الدولية جعلوا المناداة بها تهمة خيانة و بإسمها سحبوا الجنسية من السيد موريس صادق القبطي لأنه نادي بها .مع أننا سنري هنا أن الحماية الدولية تخترق حياتنا اليومية و نستفيد منها في مجالات شتي , فما هي الحماية الدولية هذه ؟؟
براءة الإختراع الدولية
هل تعلم يا عزيزي أن كل المؤلفين و كل أصحاب براءات الإختراع و الإبتكارات و الإكتشافات ينعمون بالحماية الدولية لأفكارهم و مكتشفاتهم و إختراعاتهم.
و الحماية الدولية الفكرية جهة عالمية تسهل تسجيل الإكتشاف و حصر منافعه لصاحبه لكي يتصرف فيه كما يشاء و هي تتولي حماية أفكاره من الغير سواء أكان هذا الغير فرداً أو جماعة أو حتي دولة.
بكل تأكيد أنت قرأت في غلاف أي كتاب عما يسمي – رقم الإيداع الدولي- هذه هي يا سيدي رقم منظمة الحماية الدولية لحقوق مؤلف الكتاب.
الفيفا و الحماية الدولية
أكيد أنك تقرأ أن الفيفا و هي الإتحاد الدولي لكرة القدم هي الجهة المنوطة بحماية اللعبة و من ينتمي إليها حماية دولية بل و يمنع الفيفا أي دولة أن تتدخل في إدارة اللعبة من خلال حكوماتها و قراراتها و لا تعترف بأي قرار محلي يتعارض مع قراراتها الدولية . حتي في آخر صراع بين جهاز الرياضة في مصر و بين الأندية صرح رئيس الجهاز علانية أن الفيفا هي الجهة التي تحكم اللوائح في مصر و ليست الدولة المصرية . قال هذا ليعلن براءة الدولة من التدخل في مسار العزيزة كرة القدم. و لم يرفع مصري هائج صوته بأن هذه خيانة عظمي أو أن هذا تدخل لدولة الفيفا في الشئون الداخلية التي تهم المصريين فقط و أنهم أدري بمصلحتهم.
نظام مدريد و الحماية الدولية
حتي العلامات الدولية مثل علامات أي قناة فضائية أو سيارة أو منتج معين يتمتع بحماية دولية تحت نظام يسمي نظام مدريد.
بل لعلك تسمع عن الآي بي .و هي إختصار لمصطلح حماية دولية . (International Protection) IP
ألعلك رأيت كلما فتحت جهاز الكمبيوتر هذين الحرفين؟ إنها الحماية الدولية.التي لا تسمح بتكرار نفس الرقم لأي كمبيوتر غير الكمبيوتر الخاص بك.
و هناك الحماية الدولية للرسوم و النماذج الصناعية و تنظمها إتفاقية لاهاي.
إذن نحن نمارس طلب الحماية الدولية لأفكارنا و منتجاتنا و علاماتنا و غيرها. الناس جميعاً يحتاجون إلي حماية دولية تضمن حقوقها ضد أي إعتداء.
الأقباط المشردون داخلياً
نعم . و ينص القانون الدولي علي حق المشردين داخلياً في الحماية الدولية تسأل و من هم هؤلاء المشردون؟ حسناً بحسب نص القانون الدولي هم كل من يلفظهم نظام الدولة من حمايته في حين أنهم لا يستطيعون الوصول إلي حدود دولة أخري تقبل حمايتهم. فهم مشردون داخلياً .
مصر تقبل حماية أفريقية
هل تعلم أنه في 2004 تأسست المحكمة الأفريقية الخاضعة للإتحاد الأفريقي و أنها دخلت حيز العمل الميداني 2006 و أنها متخصصة في حقوق الإنسان و ( الشعوب) . و لها أربعة بروتوكلات واحد للقضاء علي التمييز ضد المرأة و آخر لحقوق الطفل و ثالث للحقوق الصناعية و البروتوكول الرابع إختياري لم يدخل حيز التنفيذ بعد و هو لمناهضة التعذيب.. لكن مهمة هذه المحكمة هي الحماية القارية الأفريقية للشعوب و الأفراد. و ( مصر) واحدة من الموقعين عليها.فهي إذن تقبل الحماية الأفريقية للأفراد و الجماعات المغبونة في حقوقها بل و تدعي أنها تساهم مع بقية الأفارقة في حماية شعوب القارة و منهم مصر و من فيها.
مصر تطلب حماية دولية من اليونيسكو
بل نجد أن مصر حريصة كل الحرص أن تضع بقاع من أراضيها تحت رعاية دولية و تسعي لكي تسميها ( محمية )طبيعية و تحصل بموجب هذه الحماية علي تعضيد المجتمع الدولي ( هيئة اليونيسكو) للحفاظ علي هذه المحمية لسبب تفردها بمواصفات خاصة لا تعوض.
بل طمحت مصر ذات يوم في ترأس الهيئة المسئولة عن الحماية الدولية للتراث و الآداب في العالم كله و رشحت وزيرها الفاشل فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق و لكنه طبعاً لم ينل المنصب .
ما يهم هنا أن مصر رأت في الحماية الدولية مسئولية و رغبت في تولي هذه المسئولية. هكذا تنشد مصر من هيئة الحماية الدولية تدخلاً لحماية أجزاء من أراضيها و من تراثها و آثارها.
هكذانجد أنه توجد بالفعل نشاطات تخضع لحماية دولية في شئون صناعية و ثقافية و علمية و رأينا أن مصر وقعت علي قانون إنشاء محكمة أفريقية .
إذن ليست الحماية الدولية تهمة أو خيانة.
إذن الحماية الدولية هي سلوك عام تسلكه الدول بما فيها مصر حيث أن الحماية الدولية ليست تهمة نسعي لنفيها عن الغير أو عن أنفسنا.و لا تندرج في أي قانون تحت بند الخيانة و إلا فمصر تخون نفسها حين تطلب وضع محمياتها الطبيعية و تراثها و آثارها تحت حماية دولية تمدها بالدعم المالي و الفني الذي لا تقدر علي توفيره بنفسها لنفسها.
و هل مصر تخون نفسها بقبول حماية أفريقية لفئات من شعوبها إذا إستنجدت بالمحكمة الأفريقية التي وقعت مصر علي إنشاءها و علي تحديد مهمتها في حماية الشعوب؟ لن أتحدث عن عضوية مصر في الأمم المتحدة التي تحتم عليها قبول الميثاق الدولي للأمم المتحدة و الذي يتيح للأفراد و الجماعات اللجوء للمجتمع الدولي حين لا يجد من مجتمعه المحلي حماية متكافئة.
صندوق النقد الدولي هو حماية مالية من المجتمع الدولي للمجتمعات المحلية المعرضة لمتاعب إقتصادية لا تقدر علي مواجهتها بإمكانياتها وحدها.
هل ساهم جيش مصر في حماية شعوب أخري ؟
هل نسيتم حرب الكويت التي كان وقودها جيش مصر في حفر الباطن.لقد تحرك الجيش لحماية شعب أغتصبت دولته و شارك المجتمع الدولي في الحماية فهل قال الكويتيون عنهم هؤلاء مستعمرون و هل قال المصريون عنهم أنهم خونة؟ هل أصاب البعض أمراض الصرع و تمرغ في التراب مندداً بالتدخل الأجنبي في الكويت؟
لقد ساهم جيش مصر في حرب كوسوفوا بيوجوسلافيا السابقة لحماية المسلمين من الكروات. فهل سمعنا مسيحي يقول إنها خيانة أو تشنج أحدنا بحجة التدخل الأجنبي؟
إذا كان جيش مصر يقبل أن يقوم بدوره لحماية الآخرين فلماذا لا يكيل بنفس المكيال لأقباط مصر؟مع أننا لم ننادي يوماً بحماية عسكرية .و أعيد أننا لا نطلب حماية عسكرية حتي لا يتفلسف أحد.
عن أية حماية يتحدث الأقباط؟
الخلط الذي يحاول الغوغاء ترويجه هو بين الحماية العسكرية و حماية المجتمع الدولي. هم يحاولون تشويه كل المصطلحات التي يستخدمها العقلاء. فلو نادي العقلاء بالتغيير السياسي جعلوا التغيير عندهم هو تنفيذ الحدود الإسلامية و تأسيس دولة الخلافة.
إذا تكلمنا عن الديمقراطية يستغلونها ليتسلقونها و يكممون أفواه من يعارضهم بحجة :أليست هذه ديمقراطيتكم التي رضينا بها و ها نحن نستخدمها لصالحنا ما شأنكم و لماذا تعترضون؟ و يصبح المعترض علي ديمقراطيتهم الغبية هو أحد الكفار.
إذا تكلمنا عن الحماية قالوا بل هي خيانة و إستقواء بالخارج و إستعداء علي الوطن و كلام لا رائحة من القانون و المعرفة السياسية فيه.لهذا كانت مقدمة المقال أكبر من موضوع المقال نفسه.
لقد أردت أن يصبح لدي القبطي منطق يتكلم به إذا تحدث عن حماية دولية و منطق يشرح به مقصدنا من الحماية.
الحماية الدولية يا سادة هي أن ينهض المجتمع الدولي بمسئوليته عن أحد الشعوب المقهورة.
الحماية الدولية يا سادة هي أن يضع المجتمع الدولي مصر- ممثلاً في الأمم المتحدة و المنظمات الدولية – تحت رقابة . يقيم القوانين التي تصدر و مدي إتفاقها مع ميثاق الأمم المتحدة و مقدار عدالتها بمقاييس المجتمع الدولي . و يضع أحكام القضاء تحت منظار يقيس به مدي إتساقها مع الأحكام الدولية المماثلة لها. ليكشف الثغرات و يصحح الأوضاع السلبية التي يعاني منها الأقباط. و كما ترون لا يوجد في الأمر جيوش و لا إحتلال و لا يحزنون.
الحماية الدولية ترهن فعالية عضوية مصر و معاملات التبادل الإقتصادي مرهونة بإصلاحات توفيق أوضاع الإنسان المصري القبطي و بقية الأقليات. فهل في كلامنا شبهة خيانة؟ هل البحث عن دعم المجتمع الدولي للأخذ بيد مصر في شأن القوانين و الدستور هل هذه خيانة؟
الدول المتقدمة ديمقراطياً تستعين بخبرات من سبقها في الشئون الدستورية و تستعين بسابقة الخبرات و الحلول التي تم الآخذ بها عند التعرض لمشاكل في المجتمع العام. فهل صاح أحدهم هذه خيانة أو صرخ كأحد فوارس بني عنترة واديمقراطيتاه؟
نحن دولة متخلفة دستورياً فهل لا يعرف المجتمع الدولي ذلك؟ بل يعرف .لذا نطلب منه أن يمد يد العون لإصلاح مجتمعنا الذي أفسده الدستور المتهرأ.
تماماً كما كنا نستجدي تدخل البنك و الصندوق الدولي لكي يمد يده للإقتصاد المصري المنهار.فيضع الإقتصاد و القرارت التي تصدر فيه تحت المنظار و يطلب تعديلات في القوانين و المعاملات لكي يصلح الإقتصاد و يقبل أن يدعمه بالمنح و القروض فما الفرق إذن ؟؟؟ أقول لكم ما الفرق.
مشكلة الشارع المصري مع مطلب الحماية الدولية
المشكلة أن تحاول إقناع جاهلاً بما لا يمكنه فهمه و لا هو مستعد لسماعه .أن تريد إقناع الغوغاء بأن يخضعوا لقانون عادل هو غاية في الصعوبة كما أنه يهدد السلوك الذي إعتاد عليه و هو الفوضي و الإنتهازية و العنف فتكون كمن يريد أن يقيد أحد الوحوش المفترسة بالطوق و هو الذي إعتاد الإفتراس بغير قانون . و لا أخفي عليكم أن معظم المدعين بأن الأقباط يستعدون العالم علي مصر هم من المسجلين خطر في الحياة السياسية و لا يمتوا بأي صلة بأصحاب المنطق القابل للمناقشة.
المشكلة عند رجل الشارع أن الذي يطلب هذا المدد هو قبطي . و القبطي ليس له حق عند دستور بلده و قضاء بلده و النظام الحاكم لبلده.
المشكلة أيضاً عند القبطي نفسه لأنه لا يدري ماذا تعني الحماية الدولية فهو يستقي معلوماته من مصادر محدودة مشوهة فيصبح غير قادر علي فهم ما وراء المطالبة بالحماية الدولية فالبعض يتخيل أنها تعني توفير عسكري أجنبي يسير بجوار القبطي و يسهل له حصوله علي حقوقه ؟ مفاهيم مغلوطة تروجها وسائل إعلام منحرفة و جاهلة في مصر سواء صحف أو فضائيات .
الحصول علي الحقوق في لغة الشارع دائماً يرتبط بلغة القوة و القهر و لا يفهم لغة القانون الدولي و حقوق الإنسان .
القبطي وديع لدرج أحلت دمه و عرضه و ماله . و الذين إستحلوا ذاك كله لا يريدون أن يخسروا البقرة الحلوب التي تدر الخير علي مصر.
و تدخل المجتمع الدولي سيوقفهم عن إبتزاز الأقباط فكيف يصمتون.
تدخل المجتمع الدولي سيمنع القوانين المقيدة لحرية العبادة لأنها ضد الميثاق الدولي لحقوق الإنسان فكيف يسكتون ثم إذا صار للقبطي حرية عبادة من يضمن أن يبقي مسلم واحد علي أرض مصر بعد سنوات قليلة لهذا يلعنون التدخل و طالبيه .
لعل القارئ يلاحظ أننا دائماً نقول المجتمع الدولي و ليس دولة بعينها لأن المجتمع الدولي هو أسرة كونية وحيدة أعضاؤها هم الدول المختلفة في الست قارات.حين نتكلم عن التدخل فالمقصود هو المجتمع الدولي ( الذي يحمي الآن المسلمين في ليبيا من نظامهم الديكتاتوري و ليس من يصيح واإسلاماه؟؟)
المجتمع الدولي الذي أنقذ مسيحيي جنوب السودان و تيمور الشرقية و أقام لهم دولة .
لسنا نطلب دولة مثلهم و لا إنفصال و لا تقسيم بل نطلب تدخل المجتمع الدولي ليضع حلولاً يرفض النظام الحاكم وضعها و لا ننادي بتدخل عسكري مطلقاً و لا نقبله و لا يوجد من يفكر في ذلك .
.فلماذا لا نطلب من المجتمع الدولي أمراً جاداً حاسماً يجبر النظام عن الكف عن التلاعب بالأقباط و مطالبهم .
مشكلة الأنظمة الحاكمة مع مطلب الحماية الدولية
التدخل الدولي لحماية حقوق الأقليات لن يعني بحقوق الأقباط فحسب بل و بكل الأقليات فماذا ستكون النتيجة ؟
إعتاد النظام التلاعب بالأقباط كورقة يلوح بها في السياسة الخارجية فتارة يستخدمها مبرراً لإعتقال خصومه بحجة حماية الوحدة الوطنية و تارة يستخدمها وسيلة ضغط للحصول علي مساعدات تصب في صالح الأشخاص و ليس الدولة.و تارة هي ورقة للمساومة مع المعارضين الإسلاميين يفاوضونهم في صفقات تضمن مصالح لكل طرف ( النظام و الإخوان) و يكون الأقباط كبش الفداء .
و تارة يساوم بها الكنيسة ذاتها لكي يكسب تأييدها و تأثيرها علي قطاع كبير من الشعب نظير بعض الإستجابة لبعض من المطالب.
فماذا لو صارت هناك معاملة عادلة للأقباط؟ علي أي شيء يساومون؟ و بأي حجة يعتقلون؟ و بأي ورقة يضغطون؟
ثم كيف يلهي النظام المصريين؟ إذا صارت مواطنة و مساواة؟ فالنظام لا زال يستخدم الفتنة كأحد وسائل التحكم في المجتمع.فماذا لو زالت الفتنة و صارت المواطنة واقعاً؟
سوف تكون هناك ديمقراطية حقيقية ( علي المدي المتوسط) و هذه لن تضمن بقاء أي نظام ليتقادم بل تجعل بقاءه مرهوناً بإنجازاته و هذا ما لم يعتده أحد في مصر. ففي مصر البقاء لمن يصل للكرسي ثم لأولاده من بعده. فكيف يقبل النظام أن يتهدد بقاؤه؟ المواطنة تهدد بقاء الأنظمة الفاسدة و القوانين الفاسدة و القضاء الفاسد.
الحماية الدولية من منظور إنجيلي .
دأب البسطاء و -لا لوم عليهم- علي تسمية الحماية الدولية بغير أسماءها تماماً كما يفعل المتأسلمون. فمنهم من يقول ملعون الإتكال علي ذراع بشر و منهم من يقول أننا في حماية الله وحده و منهم من يضيف المسلمين إلي الله و يقول أنه في حماية الله و المسلمين ؟ كما قال أسقف الشباب .فهل أحل الإنجيل حماية الله و المسلمين و لم يحل حماية الله و المسيحيين و غير المسلمين؟
السؤال بكل وضوح هل طلب الحماية الدولية إتكال ملعون علي ذراع بشر؟
لقد كان لبولس الرسول جنسيتان. جنسية إسرائيلية كعبراني من سبط بنيامين فيليبي 3 و الأخري جنسية رومانية بحكم ولادته في طرسوس مقر الحاكم الروماني في كيليكية و بسببها نال الجنسية الرومانية أع 22 .و لكل جنسية إمتيازات خاصة بها.
لما أراد اليهود أي بني جنسه أن يجلدوا بولس الرسول إستغاث بجنسيته الرومانية و بقيصر قائلاً أنهم جلدوهما ( بولس و سيلا)أع16 و هما رجلان رومانيان حيث يقضي القانون الروماني بعدم جلد الرومانيين مطلقاً لذلك خشي الوالي علي نفسه بإرتكاب هذه المخالفة و أراد إطلاق سراحه.لاحظ أن بولس و سيلا لم يصليا إلي الله أن ينقذهما بل طلبا حقهما أولاً و رفعا قضية دولية أمام قيصر .(إلي قيصر أنا رافع دعواي)
فهل إعلان بولس الرسول و شريكه سيلا أنهما يحملان الجنسية الرومانية مستخدمين حقهما في الإستفادة من إمتيازات االجنسية و بطلب التقاضي في روما عند قيصر هل كان هذا إتكال علي ذراع
بشر و نالا بسببه اللعنة؟؟؟؟ هل قال أحد ذلك في أي وقت؟ قطعاً لا .
- أعرف أن القديس بولس قد إستغل هذه الإستغاثة بالقيصر لكي يبشر في روما لكن هل هذا يمنع أنه أستخدم حقه و إمتيازات جنسيته الثانية التي يحملها لمجد إسم الله و لخدمته؟ و هل الأخوة أقباط الخارج لما يستخدموا إمتيازات جنسياتهم الثانية لخدمة إخوتهم في مصر يكون ذلك مختلفا عما فعله بولس الرسول؟ أين إذاً فكرة وحدة الكنيسة و مشاركة أعضاءها معاً كل الظروف؟ هل يشارك أقباط الخارج في الإحتياجات المادية و حين يريدون مشاركة أخوتهم أقباط الداخل في ظروفهم السياسية يصبح تدخلهم لعنة في نظر البعض و عدم إتكال؟ ما معني الجسد الواحد إذن؟
ها هو بولس الرسول يطلب حقه بحماية دولية من أكبر إمبراطورية عرفها التاريخ و لم يلمه أحد.
هل طلب المساعدة من دول أخري ضد الإيمان؟
بل هو تطبيق صحيح للإيمان بحياة الشركة .تماماً كما ساعدت الكنيسة الأولي المحتاجين في دول أخري كان القديس بولس الرسول يجمع مساعدات من المسيحيين في كورونثوس إلي المسيحيين في أورشليم.أليست مشاركة من يملك لمن لا يملك هي جوهر الخلاص و المحبة؟
الحماية الدولية عمل سياسي مجتمعي دولي لا يتعارض مع الإنجيل بتاتاً و ليس بديلاً عن الإتكال علي الله .بل هو دور إنساني يترجم قول السيد المسيح له المجد( لماذا تلطمني).
أعبر إلينا و أعنا لم تكن مناشدة لله بل طلب عون من الأمم لأحد رسل لمسيح لكي يوصل رسالة المسيح للأمم فهل طلب العون هذا كان إتكالاً علي بشر و إلغاءاً للعون الإلهي أو إنكاراً له؟ كلا البتة , هو طلب أيده الروح القدس و كان مدخلاً لصوت الحق في وسط الأمم. و كانت الرؤيا التي فيها تلقي دعوة الرجل المكدوني هي صوت الله أيضاً لبولس الرسول فقام حالاً و إتجه إلي مكدونية.فهل هناك ما يمنع أن يكون أعبر إلينا و أعنا هي صوت أقباط مصر لأخوتهم في الخارج.أم هي بدعة و ضلالة؟
مسئولية الكنيسة عن أقباط الخارج رعوياً يصاحبها مسئولية أقباط الخارج عن الكنيسة إجتماعياً و سياسياً . فهم صوت للكنيسة و ضمير لها في الخارج. عمل أقباط الخارج ليس بعيداً عن دور الكنيسة الروحي بل هو في قلب الروحيات. لكن كلٍ فيما وهب له.
أخيراً نأتي إلي راحة القلب
أيها الرب الروح القدس .تفاضلت نعمتك جداً و إنسكبت علي القريب و البعيد.حتي لم يفلت إنسان من عملك المحيي.بوجودك أيها الساكن في المؤمنين جمعت المتفرقين إلي واحد.و بعملك فيهم صار الضيف بطل و البائس رئيساً.
أحييت القصبة المرضوضة فصارت عصا لراع و صولجاناً لملك.أعدت تشكيل الطبيعة إلي صورة الله و مثاله.فصرنا كما نحن دائماً مدينين لك.تضع لمساتك فتعط جمالاً لأعضاء ظن البعض أنها قبيحة.و تعط كرامة من عندك لأعضاء ظن الناس أنها بلا كرامة.
أيها الرب الروح القدس ما أجمل تحننك علي الإنسان, ما أوفر عطاياك للبشرية. لأنك أخذت ما هو للآب و الإبن و أعطيتنا.جعلتنا أعظم من منارات العالم لما وهبتنا الطريق والحق و الحياة.
أنت كنز الأبدية الذي لا ينقص و لا يضمحل.أنت غني و فرح لا ينقطع و فيك شبع النفوس و عزاءها.
من سواك يشعل الفتائل المدخنة فتتوقف عن إيذاء البشر بدخانها و تصبح شعلة منتشلة من النار مثل بولس الطرسوسي.
انت الذي وضع في الإنسان روحاً.لهذا نفتح أفواهنا و نجتذب منك روحاً. روحاً مستقيماً و قلباً نقياً .
يا روح الآب إعطنا حياة البنوة لنرث في ملكوت الآب .
يا روح المسيح إجعل خلاص المسيح مبتغانا و ربحنا للأبدية و سر قبولنا لدي الآب.
يا روح الحق فليكن الحق أمامنا منهجاً لكي تبق فينا غير منطفئ.
يا روح العزاء لتنسكب تعزياتك غير المحدودة علي شعبك و لا سيما المنكسرين منهم المستندين عليك.
يا روح المحبة أعد توطين المحبة في بلادنا .في قلوبنا.في كنائسنا.
أيها الروح القدس الإله الساكن في الإنسان لك المجد من الإنسان الضعيف الذي يعرف سخاء نعمتك و عظمة أعمالك اللانهائية.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment