Tuesday, April 27, 2010

رساله من سيده قبطيه

from Esther Abihail
قرأت رسالة التهنئة الموجهة من الجمعية القبطية الأمريكية و كلي تقدير و سعادة لما في الرسالة من شجاعة في ابداء الرأي المعاكس .. لما فيها من تنكر للخوف من تأييد اسرائيل و الشعب اليهودي .. لما فيها من وعي بحقيقة انه لا عداء بين الأقباط و
اليهود.. و رغم اني اختلف مع كاتب الرسالة في بعض المسميات مثل احفاد الغزاة" و "ارض الميعاد" ... إلا ان الرسالة تحمل الكثير من الحقائق التي مُنعنا من تصديقها لمئات السنين .. رسالة التهنئة هذه حقاً تستحق منا التهنئة


و لكن التعليقات - فيما عدا تعليقا واحدا - لم تعكس لنا لا تهنئة و لا تقدير لشجاعة الأستاذ موريس صادق .. ولا حتى لما في رسالته من حق؟؟ و لم تأتي التعليقات باعتراض علمي جاد لمحتوى رسالة التهنئة ... و لكنها تعليقات ملؤها الخوف من رد فعل المسلمين لرسالة التهنئة .. تعليقات تعكس الخوف من البطش باقباط مصر... و ذكرني هذا برسالة الكترونية كنت قد استلمتها منذ فترة ليست ببعيد . هذا هو نص الرسالة


"مجموعة من العلماء و ضعوا 5 قرود في قفص واحد
و في وسط القفص يوجد سلم و في أعلى السلم هناك بعض الموز
في كل مرة يطلع أحد القرود لأخذ الموز يرش العلماء باقي القرود بالماء البارد
بعد فترة بسيطة أصبح كل قرد يطلع لأخذ الموز, يقوم الباقين بمنعه
و ضربه حتى لا يرنشون بالماء البارد
بعد مدة من الوقت لم يجرؤ أي قرد على صعود السلم لأخذ الموز على الرغم من كل الإغراءات خوفا من الضرب
بعدها قرر العلماء أن يقوموا بتبديل أحد القرود الخمسة و يضعوا مكانه قرد جديد
فأول شيء يقوم به القرد الجديد أنه يصعد السلم ليأخذ الموز
ولكن فورا الأربعة الباقين يضربونه و يجبرونه على النزول
بعد عدة مرات من الضرب يفهم القرد الجديد بأن عليه أن لا يصعد السلم مع أنه لا يدري ما السبب
قام العلماء أيضا بتبديل أحد القرود القدامى بقرد جديد
و حل به ما حل بالقرد البديل الأول حتى أن القرد البديل الأول شارك زملائه بالضرب و هو لايدري لماذا يضرب
و هكذا حتى تم تبديل جميع القرود الخمسة الأوائل بقرود جديدة
حتى صار في القفص خمسة قرود لم يرش عليهم ماء بارد أبدا
و مع ذلك يضربون أي قرد تسول له نفسه صعود السلم بدون أن يعرفوا ما السبب
لو فرضنا ..
و سألنا القرود لماذا يضربون القرد الذي يصعد السلم؟
أكيد سيكون الجواب : لا ندري ولكن وجدنا آباءنا وأجدادنا يفعلون هكذا
“عادات وتقاليد”


للقصة مغزى بعيدا عن القرود و الأقفاص .. و مغزاها ان خوف الأباء من الضرب والبطش ينتقل إلى الأحفاد فلا يقتربون الى الأشياء التي سببت معاناة لابائهم دون استفهام عن سبب خوفهم و معقوليته.. فالخوف من البطش يشل اذهان الاحفاد عن التفكير المتزن...اليس هذا ما نفعله نحن؟؟ نحن أقباط ، لماذا نكره اليهود؟؟ من اين اتينا بتعاليم عداء اليهود؟؟ لماذا نضرب من تسول له نفسه تأييد اليهود؟؟ لماذا اخذ الاقباط موقفاً اكثر عداءاً لاسرائيل من موقف الحكومة المصرية عند تطبيع العلاقات مع إسرائيل؟
و قبل ان استرسل في استفساراتي الكثيرة استلمت رسالة الكترونية اخرى تحمل هذا الرابط العنكبوتي
http://www.memritv.org/clip/en/2449.htm


و الذي يحرض فيه طلاب كويتيين بكره اليهود و قتالهم و يقولون عن هذا الكره و هذه الحرب: "هذه حرب دينية ، ليست حرب عرب مع اسرائيليين ..ولا حرب محررين مع محتلين ..هذه حرب عقائدية إسلامية لا تنتصر إلا براية الجهاد" و " انه لا خيار إلا في المقاومة الإسلامية" ١


و تذكرت مرة اخرى رسالة صديقي الأولى وتذكرت خوف الأحفاد من تسلق السلم لما نال أبائهم من ضرب لما تسلقوا السلم و تسائلت من جديد .. لماذا يكره الاقباط اليهود؟؟ هل كره اليهود شرطاً للمواطنة الصالحة؟؟ و ما دخل الأقباط براية الجهاد؟ فنحن من عانينا ظلم الجهاد و بطشه انسانده؟؟ نحن من خضعنا لإزلال الجذية.. هل نساند ضربها على غيرنا؟؟ نحن مازلنا ندفع من دماء شهدائنا و من حطام كنائسنا و ممتلكاتنا ثمناً للمقاومة الإسلامية ..هل نؤيدها؟؟ و متى نطرح الخوف خارجاً و نرفع راية الحق التي هي اقوى من راية الجهاد؟؟


يا رب ارحم

No comments:

Post a Comment