الدولة القبطية
يوم 7 مايو
2011 وبتأييد وتحريض من منظمات أمريكية دينية وسياسية طالب العشرات من الاقباط
الذين تجمعوا امام السفارة الامريكية بالقاهرة بتدخل اجنبي لحمايتهم، بدعوى أن
الجيش وجهاز الأمن فشل في حمايتهم.
بابا الكنيسة
القبطية شنودة الثالث الذي وافته المنية يوم السبت 17 مارس 2012، رفض في حينها ومعه
غالبية الأقباط دعوات الحماية الدولية أو دعوات الانفصال.
رغم ذلك
وخلال شهر أغسطس 2011 نشرت عدة وسائل إعلامية أمريكية بتوسع خبر إعلان قيام "دولة
الأقباط المستقلة فى مصر" وكان ذلك فى نفس يوم الإعلان الرسمى لقيام دولة جنوب
السودان بعد انفصالها عن الشمال، وذكرت صحيفة الوفد المصرية التي نقلت بدورها الخبر
أنه قد تم "انتخاب" بعض الأشخاص مؤسسين لهذه الدولة القبطية وذكرت أربعة أسماء منهم
المستشار موريس صادق، الذى أسقطت الحكومة المصرية عنه الجنسية المصرية قبلها ببضعة
أسابيع. هذا الشخص اعتاد إرسال مئات الرسائل الإلكترونية على مدى حوالى العامين
تحمل "أخبارا" و"أفكارا" وصورا وآراء مليئة بالتناقضات والاتهامات والشتائم
والبذاءات الفكرية والعنصرية ضد المسلمين بشكل عام وضد الإسلام نفسه، ثم انضم إلى
القس الأمريكي المتطرف تيرى جونز الذى حرق نسخا من القرآن الكريم في مكان عام
بكنيسة بولاية فلوريدا، وراح يسير معه فى مظاهرات فى بعض المدن الأمريكية واصفا
نفسه بأنه من "زعماء الأقباط". ثم أخذ فى رسائله التالية يصب المديح والثناء على
دولة إسرائيل وزعمائها وسياساتها مؤكدا أنها ضامن الاستقرار في المنطقة.
ويشار أنه
قبل 25 يناير 2011 كان دائم الهجوم على الرئيس مبارك ونظامه. ويذكر الملاحظون أن
رسائله تحمل دائما إسم الجمعية الوطنية القبطية الأمريكية وهي المؤسسة التي أسسها
بمساعدة أمريكية شبه رسمية. وقبل هذا وبعده سجل أن رسائله حثت على تقسيم مصر وطلب
الحماية الدولية لأقباط مصر، وأحيانا إلى طلب فرض الوصاية الدولية على مصر.
وكثيرا ما
كان يعود فى خطابه إلى عصر عمرو بن العاص، ليقول أن مصر محتلة من جانب المسلمين.
الواقع أن هذا هو نموذج للفكر الأصولى الذى يصر دائما على العودة إلى الماضى السحيق
مقيما فى أجوائه وأزمنته محاولا ان يلوى عنق التاريخ مغيرا مساره لكى يجئ على هوى
أوهامه المتعصبة طائفيا أو دينيا.
الاستراتيجية
الأمريكية الإسرائيلية تقوم حاليا على نقل المعركة إلى أرض العدو ليس بالضرورة عبر
الأسلحة التقليدية أو حتى النووية. الاختراق الآن يتم من خلال حروب الطابور الخامس
ومخططات أجهزة الإستخبارات لتدمير الدول من الداخل وإنهاكها في إضطرابات وحروب
أهلية داخلية مما يؤدي إلى ضعفها وإفلاسها ومن ثم يمكن تفكيكها. هذا ما يظهر على
أرض الواقع من تدمير المنطقة لخلق واقع سايكس بيكو جديد.
الحقيقة هي
أن جيل هذه الأمة العربية الإسلامية قد حكم عليه وربما دون إرادته، أن يخوض حربا
على الهوية الوطنية، على الشعور بوحدة الانتماء إلى الأرض والتاريخ المشترك. إنها
حرب على المستقبل.
في هذا القطر
تستهدف طائفة، وفي قطر آخر تستهدف الدين. وفي كل الحالات هي تستهدف وحدة الشعب في
كل بلد عربي، من العراق إلى المغرب وموريتانيا، ومن البحرين إلى اليمن والسودان
والصومال، والبقية تأتي.
|
No comments:
Post a Comment