بقلم إستير ابيهيل
فى الوقت الذي يجاهر بقضية الأقباط الكثير من غير الأقباط، يواجه نشطاء الأقباط من داخل صفوفهم تيارات معاكسة لقضيتهم! لماذا ؟ هل ينكر المعاكسون وقوع الاعتداءات؟ أم أنهم يفاضلون و يساومون بين أفضل الاعتداءات و أقصاها؟ هل يعانى الأقباط من الاضطهاد الديني فعلاً؟ أم أن نشطاءهم في الداخل و الخارج يختلقون لأنفسهم قضية لإشعال الفتنة الطائفية؟ هل يعيش الأقباط فى مصر كل إشكال المساواة الدينية و السياسية؟ وهل لهم من الحقوق ما للمواطن غير القبطي و عليهم من الواجبات ما عليه. لن يقل عاقل ، أي ما كانت ثقافته او ديانته ان أقباط مصر لهم حقوق في الواقع قدر ما عليهم من واجبات المواطنة.
اسمح لى يا عزيزي القارئ بهذا السؤال. هل فكرت ابداً لماذ يطلق علينا - و بلا اي استئذان - اسم أقباط مصر؟ لماذا لا نسمى مصريين؟
قبل ان يدون المسلمون ديانتنا في هويتنا الشخصية دونوها فى ثقافتهم و مفاهيمهم. التفرقة الدينية معششة في ثقافتهم . فنحن شيء و هم شيء آخر. نحن أقباط (اهل الكتاب فى بعض الآيات و نجس و فاسدون و مفسدون في آيات أخرى!) و هم مسلمون (خير الناس و أفضلهم) ... و يعرف الإسلام أيضا لنا فئات أخري من الناس كالبوذيين و المرتدين والزردتشتين (ليس لهم حق الحياة أصلا) .. الإسلام في مفاهيمه اللاهوتية يفرق بين الناس و يجعلهم على مرتبات! آل عمران ١١٠ دونت لنا و احده من أسس هذه التفرقة: كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و لو من أهل الكتاب لكان خير لهم منهم المؤمنون و أكثرهم الفاسقون} ا}
ذكر القرطبي في معرض تفسيره لهذه الآية حديثاً قاله أبو هريرة ليساعد به القارئ عل فهم آية آل عمران فقال:
قال أبو هريرة: "نحن خير الناس للناس نسوقهم بالسلاسل إلى الإسلام".
فالمسلم الصالح يسوق الأقباط وعلى رقابهم السلاسل الى الخضوع للإسلام و أحكامه.و عن الفاسقون يقول الطبرسي أنهم النصاری وإنهم خارجون عن طاعة الله.
التفرقة الدينية هى عامود الإسلام الفقري. و لا يعرف الإسلام المفهوم الغربى للمواطنة. فمفهوم الدين لله و الوطن للجميع هو مفهوم علماني متقدم لا علاقة له باللاهوت الإسلامي. فطالما بقيت المادة الثانية من الدستور المصري سيبقي معها مفهوم التفرقة الدينية. و سيبقي الأقباط أقباط و المسلمون مسلمون . لأن المواطنة في المفهوم الإسلامي مبنية على اعتناق الإسلام و ليس على المساواة بين المواطنين. لا يقف الإسلام عند حد وضع الناس في مرتبات مختلفة و لكنه يذهب إلي إساءة و توقيع العقوبات على الاقل منهم. كل هذه المفاهيم قبلها المسلمون و قبلها الأقباط مرغمين. لقد افسد الإسلام مفاهيم العدل في ثقافة المسلمين.
لقد قبل الأقباط الكثير من المفاهيم الإسلامية دون أن يخضعوها لميزان العدل و الحق. قبل الكثير منا بمذله الإسلام في مقابل أن لا يقتلونا وان لا يحرقوا ممتلكاتنا و أن لا يعتدوا على بناتنا.
انا لا ألوم أجدادي ممن دفعوا الجزية للمسلمين. و لكني أنادي أبنائي..استيقظوا لقد دفعنا الجزية في عهود الجاهلية. لم ندفع الجزية عرفانا بالجميل لمن أبقونا إحياء و لكننا دفعناها لأنها كانت أفضل أسوء أنواع التعديات علينا.. دفعناها حتى لا تهتك أعراضنا و لكي لا تهدم كنائسنا. قبلنا بإذلال الذمة لئلا تفنى حضارتنا. اليوم أشرقت شمس الحرية و احترام الإنسان و حقوقه و فرديته .. أشرقت يا أبنائي شمس العدل و المساواة .. اصرخ أليكم .. كفاكم ما دفعه أجدادكم للمسلمين ... استيقظوا ... و تعلموا ان لا تظلموا من ظلموكم و ان لا تحتقروا من أذلوكم .. و لكن نادوا بالمصالحة القائمة علي العدل و السلام. .. انضموا لصفوف النشطاء .. لا تخافوا ممن يقتلون الجسد.. اخترقوا دائرة الاعتداء علي شعبكم و ضعوا نهاية لمفاهيم الكره و البغض و القتل. لا تصدقوا أن نشطاء الأقباط يسعون لإشعال الفتنة الطائفية، لان هؤلاء الرجال يقفون ليتصدوا لمفاهيم الجاهلية و يطالبون بالمساواة العادلة الغير قائمة علي التفرقة الدينية.
نقلا عن الهيئه القبطيه الامريكيه
No comments:
Post a Comment