Sunday, February 7, 2010
عبدالله كمال يكتب .. دعوة لحمل السلاح
دعوة لحمل السلاح
http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=43447
--------------------------------------------------------------------------------
و لكن > دعوة لحمل السلاح
كتب عبدالله كمال العدد 1405 - الاثنين - 8 فبراير 2010
وجد موريس صادق المحامي القبطي المقيم الآن في الولايات المتحدة بعد أن كان يعيش في شبرا، وجد في واقعة نجع حمادي فرصة هائلة لإعادة إطلاق نفسه.. واحتجاز وضعية جديدة لذاته في أنشطة أقباط المهجر.. محدثاً نقلة نوعية في تحركاته من حيث الكم والكيف.
كماً من حيث عدد الرسائل التي يبثها مرتين أو ثلاثاً علي شبكة الإنترنت، وكماً أيضا من حيث إنه ضم إلي ذاته ما يجعل منه مجموعة أو منظمة عدداً من المحامين والكاتبين تحت لافتته المسماة "الجمعية الوطنية القبطية الأمريكية"، وكيفاً من حيث إنه أصبح أشد تطرفاً.. وانتقل من وصف الوضع المصري من الحديث عن الاضطهاد.. ثم الحديث عن احتلال إسلامي لبلد قبطي.. وصولاً أخيراً إلي ما هو أبعد من ذلك.
وقد كنت أهمل كتابات ودعايات ودعاوي موريس صادق باعتباره مجرد متحول إلي التطرف يردد كلاماً هو أول من يدرك أنه كاذب جملة وتفصيلاً، وقد كان إهمالي هذا لا يخلو من تتبع للمؤشر وتصاعده خصوصاً خلال الشهر الأخير.. لاسيما منذ جرت الوقائع المؤلمة في نجع حمادي يوم 6 يناير.. إلي أن صادفت قبل أيام رسالة تحمل دعوة لحمل السلاح.. موجهة إلي الأقباط في مصر.. وتضمنت الرسالة ما يلي في العنوان: "يا أقباط مصر.. دافعوا عن شرفكم.. دافعوا عن عرضكم.. احملوا السلاح.. اقتلوا من يخطف بناتكم".
دعك من الإهانات الدينية التي تضمنتها الرسالة الموزعة علي نطاق واسع، ولكنني أتوقف بكثير من التأمل أمام هذا التحول النوعي في التطرف المهجري.. حتي لو كان مجرد كلام في رسالة.. ودعوة علي الإنترنت.. وحتي لو لم يستجب أحد لمثل هذا الكلام.. هذا أمر خطير وجلل.. مجرد ترديده له معني.. ومجرد تداوله له مغزي.. وأعتقد أنه يحتاج إلي موقف قبطي واضح وصارم ورافض وفوري.
هؤلاء العابثون بالنار واللاعبون بالجمر.. الذين يتخطون مزايدة إلي أخري.. وينتقلون من موقف حاد إلي ما هو أبعد.. ومن التظاهر.. إلي الشتم العقيدي.. ومن الحديث عن اضطهاد.. إلي الحديث عن احتلال يقتضي بالطبع التحرير منه.. ومن المطالبة بتدخل أمريكي إلي الدعوة لحمل السلاح.. هم يمارسون أخطر ما لا ينبغي السكوت عنه أو تجاوزه.. فالتطرف يبدأ بهذه الطريقة.. ومعظم النار من مستصغر الشرر.
لا أنفخ في وهم.. ولا أستثير مواقف ليست لها أصول، ولا أحمل النمل بالأثقال، ولا أسعي إلي حليب من ثور.. نحن هنا أمام أمر حقيقي.. حتي لو كان مجرد لغو فارغ في رسالة بريدية.. مجرد طرح الفكرة في حد ذاته هو نوع من التحريض النوعي غير المسبوق.. وهو أمر لا يمكن تفويته خاصة إذا كنا قد رصدنا من قبل جريمة عنيفة في حي الأميرية حين قتل قبطيان شخصاً قيل إنه تزوج أختهما المسيحية دون إرادتهما.. وصدر الحكم بإعدامهما.
نحن ضد الطائفية وضد أي جريمة عنيفة باسم أي دين، والكل أدان ما جري في نجع حمادي أو غيره، والدولة أخذت مواقف حاسمة من هذه المظاهر المتكررة ورئيس الدولة نبه إلي أنه سيكون هناك تعامل حاسم لا يقبل أي ليونة مع مثل تلك الأمور التي تهدد أمن البلد واستقراره.. ولابد أن تلك الدعايات المهجرية حتي لو كانت غثاء لا قيمة له سوف تواجه بما ينبغي.. لأنها تزرع أفكاراً.. وتوزع تحريضاً.. وتريد أن تشعل حريقاً لا ينطفئ أبداً.
انتبهوا أيها السادة.. انتبهوا أيها المثقفون.. انتبهي أيتها الكنيسة.. انتبهي أيتها النخبة القبطية.. تلك الدعوة لا يجب أن تمر كما لو أنها أغنية أو رقصة أو جنون لا يستحق الالتفات.. نحن بصدد كلام خطير.. ويستحق وقفة جادة.
الموقع الإليكترونى: www.abkamal.net
البريد الإليكترونى:
abk@abkamal.net
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment