بقلم: نسيم عبيد عوض
المحاميين فى كل أمة على وجه الأرض هم درع الحماية للحرية وأعلام العدل للمقهورين , هم سلاح الضعيف المجنى عليه, سند للمكسورين أمام الظلم والطغيان , فهم رجال القانون محامين أو وكلاء نيابة أو قضاة وعلى مختلف مستوياتهم , هم الملجأ لكل البشر أمام ساحات القهر والعدوان , يصدون بالقانون عن المظلوم , هم رايات ترفرف فتشعر المغلوب بالأمان , هم صوت لكل من ليس لهم القدرة على التصدى لجحافل العدوان .
والذى لا يعرفه الكثيرين أن صفة المحامى أو المدافع هى صفه من صفات روح الله القدوس فمعنى الباراكليت ترجمت باللا تينية " أوفوكاتوس" و بالفرنسية الى " أفوكاتو " أى المحامى أو المدافع " " روح الحق " ومعنى المحامى جاء من قول الرب له كل المجد لتلاميذه ولنا " ولكن أحذروا من الناس , لأنهم سيسلمونكم إلى مجالس , وفى مجامعهم يجلدونكم , وتساقون أمام ولاة وملوك من أجلى شهادة لهم وللأمم.فمتى أسلموكم فلا تهتموا كيف أو بما تتكلمون , لأنكم تعطون فى تلك الساعة ما تتكلمون به, لأن لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذى يتكلم فيكم.
" مت 10: 17-20"
والعنوان الكبير الموضوع خلف منصات القضاة والمستشارين , يافته عريضة مكتوب عليها إذا حكمتم بين الناس فأحكموا بالعدل " وصور كل فقهاء القانون فى العالم رمز عدل رجال القانون بسيدة مربوط على عينيها بلفافة حتى تحكم بالعدل حسب القانون , فلا تفرق بين إنسان وآخر لأى سبب من الأسباب. ولكن هنا فى مصر فالحقيقة والقصة لها وجه أخر يختلف تماما عن الفكر السوى لبنى البشر.
فى أواخر شهر مايو دخلت سيدة فاضلة إسمها مرفت راجى" المحامية " بالمنيا فى مشكلة مع وكيل نيابة أبو قرقاص الذى يحاول التحرش بها جنسيا , وقامت بتقديم شكواها لقاضى محكمة أبو قرقاص وقدمت له الدليل والأثبات بتسجيل صوتى لعبارات المعاكسات من وكيل النيابة , وفى غرفة المداولة قام صاحب السعادة القاضى بتدمير التسجيلات وقام بضربها على وجهها لأنها كيف يسوغ لها أن تسجل على وكيل النيابة, وفى محاكمة عاجلة اتهمت بإهانة وكيل النيابة وحكم عليها ب 6 شهور سجن , وحولت فى التو واللحظة للسجن مع تهديدها بانهم سيغتصبوها داخل السجن.. هل هذا حدث ؟ نعم وأرسلت شكاوى لوزير العدل ولرئيس الجمهورية وتم نشر الموضوع على كل المواقع وكل صحف مصر.. والسؤال هل تحركت نقابة المحامين أو حتى فرعها فى أبو قرقاص للتصدى لهذا لظلم وهذا البغى والوقوف لمناصرة زميلة محامية .. للأسف لم يحدث هذا والأجابة معروفة لأن المحامية قبطية الجنسية , وأين المحاميين الأقباط , لا يعلم أحد.,وحتى هذه اللحظة لم تحل المحامية من اقفاص الإتهام ومن سطوة وكيل النيابة وقاضى أبو قرقاص. " قفص الظلم والبغى والقهر"
وفى 5 يونية أى بعد حادث المحامية القبطية مرفت بعدة أيام وفى مدينة طنطا بمحافظة الغربية دخل أحد المحامين مع وكيل النيابة فى مناقشة قانونية فما كان من وكيل النيابة الفاضل أن أهان المحامى بالفاظ جارحة وضربة على وجهه باللطم , فهل تعلمون مالذى حدث إنقلبت الدنيا وقامت كل نقابات المحاميين فى انحاء مصر بالإضراب وبعضهم أضرب عن الطعام ,,, وأكثر من ذلك أن المحامى ومعه زملائه هاجموا مكتب وكيل النيابة وضربوه ثأرا لكرامتهم , ومازال حتى الآن إضراب المحاميين مستمرا , تضامنا مع زميلهم الذى حكم علية ظلما من القاضى بالسجن , والمساومات جارية لحل هذه المشكلة وطبعا ستتحل بطريقة أو بأخرى إرضاء للطرفين وهم كلهم محاميين .
الظلم والبغى والقهر وعدم المساواة والتفرقة فى العدالة بين الناس هو الوحش الى ينهش فى لحم شعب مصر , هو الكاسر الذى يزأر ويجول يحطم الكرامات ويسبى الضعفاء لحساب الأقوياء ويذل الفقراء لمصلحة الأغنياء , وهاهم المحاميين درع العدالة أخذهم الوحش بوشاحة وضمهم تحت جناحية ,, فأصبحت العدالة كلمة ليس لها فى مصر أى معنى بدون رشوة أو بدون سطوة وسلطة من الأقوى ومن الحاكم , وإذا كان ذلك هو حال رجال القانون فى بلدنا فنقول لنا الله الذى يشرق بشمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين . ففى عدله المتناهى لا يفرق بين خليقتة من البشر , وهو الذين سيدين المسكونة بالعدل.
هل عرفتم أيها المحامون عن العدل انكم أنتم الذين كسرتم ميزان العدالة فى مصر , كيف يكون وحش الظلم وإهدار الكرامة قاسيا , هل كان الأمر يستحق أى نباهة عندما قلنا ان الدولة بدون عدالة لن تقوم لها قائمة, وسيعيش الشعب وكأنه فى غابة ليس للضعيف فيها أى كرامة وبالتالى يهدر وطنيته وإنتمائه المشروع, والسبب عرف الآن أن رجال القانون فى مصر يحتاجون الى رجال قانون من كوكب آخر يعرفهم معنى العدل , لو لم يصلحوا هم انفسهم ميزان العدل ويحكموا بين الناس بالعدل .
فيا أيها الوحش لابس وشاح القضاة أو المحاميين , لا تحفر حفرة لأخيك حتى ولو كان قبطيا لأنك فى يوم ما ستقع فيها!!
ولا تنصب شبكة لأهلك حتى ولو كانوا مسيحيين لأن وليهم أقوى منك وستكون أنت أول من يمسك فيها.!!
لاتنهش فى لحم موكلك لأن هناك وحش آخر سينهش لحمك امام الملأ ..
لا لا ترفع غطاء عينيك عندما تحكم بين الناس وتقول لنفسك انى وحش لا يستطيع أحد الأقتراب منى ولا تعلم ان صفة الوحش هى صفة الشيطان وستجد فى هذه الدنيا وحشا أقوى منك أيها النبيه!!
أين العدالة فى قضية مرفت ,وقضية بارومى جرجس الملفقة , وقضية شهداء الكشح ووو ونحن فى حاجة الى كتب لنعدد لكم عدالتكم يارجال القانون .
وأسأل كل محامى فى مصر الآن وبعد أن هاجمك وحش الظلم وإهدار الكرامة وحقوق الإنسان وإنتهاك حرية البشر وهاجمك فى عقر دارك .. أسألك .. هل تعود إلى وعيك وتعيد ‘صلاح ميزان العدل فى مصر, إن الأمر الآن بين أيديكم , هل نرى وشاح العدالة يعود يرفرف على ربوع مصر ويحقق الأمان لنفوس البشر, الأيام بيننا لنرى ماذا أنتم فاعلون؟
نقلا عن اقباط متحدون
No comments:
Post a Comment