Wednesday, June 16, 2010

مسيحي يحكى مأسأته مع تعسف هيئة النقل العام


المسيحيون بهيئة النقل العام يعانوا من التعصب والتفرقة الدينية بنسبة 100%.
* لم يلتفت مسئول لترقيتي لمدة (24) سنة.
* اتهموني بسب الدين الإسلامي، وأخرجوا عبارة (المهندس المسيحي الذي أحرق بطاطين العمال).
* أمن الدولة حاولت تجنيدي لجلب معلومات عن الهيئة، ورفضت احترامًا لجهة عملي.
* ضربوا مهندس مسيحي بـ"الجزمة"، وآخر بالأقلام على وجهه، وآخر اُجبر على تقديم استقالته.
* كتبوا تقارير ضدي عندما كشفت تجاوزات العمال ورفعتها للمسؤلين، وآخر لفق لي تهمة كسر يده، وحُبست يوم في القسم.
* أريد التعامل معي على إني مواطن مصري قبل النظر لكوني مسيحي.
* موظف تم ترقيته لدرجة وكيل وزارة وكنت أُمليه ما يكتبه، فالسياسة بالهيئة ألا يقود المسيحي مسلم.
* أشعر بالإحباط والجو غير مشجع على النجاح، وبحب بلدي ولا أريد سوى العيش في سلام.

أجرى الحوار: حكمت حنا - خاص الأقباط متحدون
جائتنا على موقع "الاقباط متحدون" شكوى من مواطن مسيحي، تحكي معاناته وتعرضه للظلم والإضطهاد ممن هم أقل منه في الدرجة الوظيفية بهيئة النقل العام؛ لتضييق الخناق عليه بعد تأخير ترقيته لمدة (24) عامًا.
واستجابةًً من "الاقباط متحدون" لهذه الشكوى، التقت به لتعرف تفاصيل مشكلته وظروف عمله؛ لنكشف من خلال اللقاء قصص مثيرة يتعرض لها المسيحيين العاملين بقطاع النقل، وصولاً لدرجة الضرب بالأحذية، وتلفيق التهم، والإجبار على الإقالة برغبة صاحبها، وبطواعية منه، فكان لنا معه الحوار التالي:

* في البداية عرفنا بنفسك وما هي مشكلتك؟
أنا "عادل فرج تادرس معتوق"، أعمل مهندس بهيئة النقل العام بالقاهرة، وأبلغ من العمر خمسين عامًا، خريج عام 1986 بتقدير عام جيد جدًا أول دفعة، والتحقت بالقوات المسلحة كضابط احتياط برتبة ملازم أول، وأعمل كمهندس بهيئة النقل العام منذ (24) عامًا، ولم تقم جهة عملي بترقيتي، وأعاني من تعصب شديد لأسباب دينية رغم توافر شروط النجاح كما جاء بملف خدمتي، وارسلت للجهات المسئولة، ورئيس الوزراء، ومحافظ القاهرة، ورئيس هيئة النقل العام، والقنوات الفضائية؛ لمنحي فرصة ترقي مثل باقى زملائي ولم يستجب أحد، ويستمع لشكواي سوى موقع "الأقباط متحدون".

هل لديك أسماء بمن تم ترقيتهم وأقل منك كفاءة؟
حجم العمالة في الهيئة لا يقل عن (60) ألف عامل، كل الفروع معين بها مهندسين ومديرين جراجات أقل مني كفاءةً وسنًا، رغم استكمال كل الشروط بملف خدمتي- بشهادة الإدارة العامة لرئاسة الهيئة- وأخشى من تلفيق تهم لي مثلما فعلوا مع زملائي المسيحيين عندما اشتكوا جهة عملهم، وكان من الطبيعي ألا ألجأ إليهم لأني لا أثق فيهم، فهم يرقون من يروق لهم. أما عن الأسماء فيرجع فيها لإدارة الهيئة، لكن هناك (20) فرع بالهيئة أعرف (10) فروع بها مديرين مهندسين أحدث مني، وهذا بسبب ديني غير معلن.

* هل واجهت مواقف تعلن عن احساسك بالتفرقة علانية؟
عندما كنت أعمل مهندس بالجراج، كان العمال في الوردية من الساعة الحادية عشر مساءًا حتى السابعة صباحًا يأتون بأغطية من منازلهم ويبتون في الجراج، ونبهتهم أكثر من مرة بخطورة ذلك، ومن يريد أن ينام فالأفضل أن ينام في بيته، ولم يستجيبوا، فقمت بإحراق كل الأغطية لحماسي وشعوري بواجبي في عملي، فححروا شكاوي ضدي بأمن الدولة؛ ليتهموني بسب الدين، وهو الأمر الذى لم يحدث، وحتى الآن يطلقون على لقب المسيحي الذي أحرق (البطاطين).

وكان الجراج به اثنين من المسيحيين: المهندس "ابراهيم سمعان"- 57 سنة- والمهندس "عوض"-50 سنة- ولم يترقوا حتى الآن، فكل المسيحيين غير مسموح لهم بتولي مناصب قيادية قي البلد، حتى الوزراء لا يوجد فيهم مسيحي سوى اثنين بينهم واحد في وزارة مهمشة. فهذه سياسة بلدنا، ورضيت بهذا الأمر، لكني محبط نفسًا ونفسي انتج، لكن المكان لا يساعد، وجهة عملي أغلقت الباب عليّ، ومع ذلك نفسي أعيش في "مصر"، وإذا جاءت لي ترقية أعلم مكائدهم التي سيحدثونها لي، ولا أخشى من شئ؛ لأني قررت أن أواجه، فهم لا يريدون مسيحي يقود مسلمين.. حتى من ترقى من المسيحيين ( مركونين في الثلاجة)، والأحدث يقودهم.

* بعد تدخل أمن الدولة في واقعة حرق الأغطية هل تدخل معك في مواقف أخرى؟
بعدما ثبت برائتي من واقعة سب الدين، عرض علىّ العمل معه بجلب معلومات لصالحه، لكني رفضت أن اُخرج معلومات عن جهة عملي، ويبدوا إنهم طلبوا من رؤسائي عدم منحي أي درجات وظيفية أعلى.

* هل لديك أسماء لمسيحيين بالهيئة تعرضوا لأي نوع من التفرقة مثلك؟
المهندس "أونس" لم يُرقوه، والمهندس "فيكتور" بعد ترقيته، ضيقوا عليه حتى قدم استقالته، وكان مدير الفرع هناك مهندس مسيحي ضربوه مرة في الجراج (بالجزم) وآخر ضربوه بالأقلام على وجهه.
فكلنا مضطهدين، وسنظل مضطهدين كما قال السيد المسيح: "في العالم سيكون لكم ضيق، لكن ثقوا انا قد غلبت العالم"

* ألا تخشى من محاولة الإيقاع بك بعد كشفك لما يحدث داخل هيئة النقل العام؟
أعلم ماذا سيفعلون بي لكني سأطالب بحقي للأبد، وقد سبق وكتبت الإدارة العامة عدة تقارير ضدي، بناء على شكو ى عمال بدون مؤهلات،عندما كشفت الفساد الموجود بفروع الإدارات، وتم تصعيد الأمر للرقابة الإدارية، حتى طلبت من رئيس الهيئة الرجوع للتشغيل وترك التفتيش؛ لأن المخالفات كثيرة، وبكشفها أتعرض للظلم. وأسوأ المواقف في حياتي أن أسمع خبر ترقية موظف لدينا لدرجة وكيل وزارة كنت أُمليه ما يكتبه على جهاز الكمبيوتر.
وما يؤثر في نفسي، تعيير العمال والسواقين لي بأني مهندس فاشل؛ لعدم ترقيتي إلى الآن، لدرجة سبي بالشتائم، ويصفوني بالمهندس المسيحي الفاشل؛ لكبر سني، ووضاعة مستواي في الجراج. وذات مرة لفق لي أحدهم تهمة كسر يده، وذهبت للنيابة، وتم احتجازي لمدة يوم، ثم أفرجوا عني. وبعد يوم وجدت العامل يعمل بيده المكسورة، وتقارير تُكتب ضدي. والمفاجأة إنها تكون بأمضاء ستة من مديري الجراج بدرجات مختلفة.

* لماذا لم تحرر محاضر ضددهم، أو تشكوا الرقابة الإدارية؟
بل هم يشكوني، ويحرروا محاضر ضدي، وعلىّ أن أصمت واكتفى بالمؤهل الذي أجني منه قوت يومي.

* في النهاية ماذا تريد أن تقول للمسؤلين الذين تجاهلوا شكواك؟
أقول لهم: أنا بحب بلدي، لماذا تجعلوني أفكر في هجرها؟ لا أريد سوى حقي، والتعامل معي على إني مواطن، قبل أن يصنفوني إني مسيحي. وملفي يشهد بحسن سيري وسلوكي، وطلباتي محدودة... أريد حقي.
إن المسيحيين في هيئة النقل العام يعانوا من التعصب والتمييز والتفرقة بنسبة 100% ، حيث يقودهم في العمل من هم أقل منهم، وأصغرهم لأنه ليس مسموح أن يقود المسيحي الأغلبية المسلمة.
نقلا عن الاقباط متحدون

No comments:

Post a Comment