Friday, August 6, 2010
الأقباط لا يدينوا لأحد بالإعتذار
الكاتب منير بشاى – لوس أنجلوس
الجمعة, 06 أغسطس 2010 23:27
ليس لى مصلحة شخصية فى كتابة هذا المقال. لم أرتكب خطأ أحاول الدفاع عنه ولا أحس بذنب أسعى لتبريره. فأنا شخصيا لم أبدى برأى، سواء كان شفويا أو مكتوبا، فى قصة السيدة كامليا شحاتة، يخالف ما ظهر منها حتى الآن، ويلزمنى بالإعتذار. ولكنى فى هذا المقال أبدى رأيا موضوعيا عاما
وليس غرض هذا المقال الإيحاء أننى راض بما يشاع من تطورات قصة إختفاء السيدة كاميليا. وفى تصورى أن هذه الشائعات- إن صدقت- قد تصيب القضية القبطية بنكسة على المدى الطويل. ولذلك أتمنى أن لا تتوانى الرئاسة الكنسية عن مصارحة الرأى العام بحقيقة ما حدث، وأن لا تترك الجماهير فريسة للشائعات المتناقضة التى تجد لها مرتعا خصبا فى ظل مناخ التعتيم. يجب التحقيق الدقيق فى الموضوع كله‘ ومع التحقيق يجب المجازاة الكنسية العادلة والحازمة للأطراف الذين يثبت تورطهم. ويجب أن تتخذ كل الإجراءات التى تضمن عدم تكرار أى أخطاء أرتكبت عمدا أو أى تصرفات نتجت عن سوء فى التقدير. الأمر يتعلق بمصداقيتنا، التى هى عنصر هام لإقناع الناس بصدق قضيتنا والثقة بما نقوله بالنسبة لمئات الحالات الأخرى الحقيقية التى تحمل كل منها قصة مأساة إنسانية أليمة
وكانت السيدة كامليا شحاتة زوجة القس تداوس سمعان قد تغيبت عن منزلها، وحدث إعتقاد أنها قد أختطفت. وذهبت الجماهير الغاضبة إلى القاهرة للقيام بمظاهرة يطالبون فيها الدولة بالبحث عن السيدة الغائبة وإرجاعها إلى أسرتها. وبعد خمسة أيام من إختفائها أعلن الأمن أنه تم العثور عليها وأعيدت إلى أهلها
بعد ذلك أشاعت بعض وسائل الإعلام المصرية أن السيدة كامليا تركت منزلها بإرادتها الحرة وليس نتيجة إختطاف. ونتيجة لذلك إبتدأنا نرى الكثير من المتربصين يوجهون للمسيحيين اللوم على التسرع باتهام الأمن بالتقاعس أو الظن بتورط بعض المسلمين فى عملية الخطف. وبالتالى ذهب بعضهم إلى إعتبار أن هذا دليل على كذب كل مزاعم المسيحيين عن خطف الفتيات القبطيات بصفة عامة
ووجد أحد المحامين المعروف بتعصبه وهو نبيه الوحش فرصته فى إستغلال الموقف ليعبر عن حقده الأسود. فأرسل إنذارا على يد محضر لقداسة البابا يطالبه بالإعتذار للدولة وللمسلمين عن إتهام خطف السيدة كامليا وينذره، بأنه إن لم يستجب لمطالبه خلال أسبوع، سوف يضطر إلى الإلتجاء للقضاء. ويبدو أن الرجل مدمن توجيه إنذارات لقداسة البابا. وما زال عالقا بالذهن إنذاره على يد محضر لقداسة البابا لتنفيذ حكم المحكمة الإدارية الخاص بإلزام الكنيسة بزواج المطلقين وهو الحكم الذى لغته المحكة الدستورية العليا. وما زلنا نذكر للرجل مواقفه التى تفتقر الى الأخلاق والذوق العام عندما رفع الحذاء على المستشار نجيب جبرائيل فى قاعة المحكمة وفى حضور القاضى. وبالمناسبة لم ير سيادته الخشبة فى عينه قبل أن يرى القذى فى عيون الآخرين ويعتذر عن هذا الفعل المشين
و أنا أقول للسيد الوحش ولكل وحش يطالب بنفس هذا المطلب: آسف طلبكم مرفوض مرفوض مرفوض لأسباب كثيرة، لا يتسع المجال لسردها كلها، ولكن أورد هنا بعضها
١ –
قصة السيدة كامليا هى حالة واحدة قائمة بذاتها من مئات الحالات الأخرى. وهى ليست قضية كل المسيحيين ضد كل المسلمين. ولذلك مطالبة قداسة البابا أن يعتذر لكل المسلمين باسم كل المسيحيين عن كل الحالات لا معنى له. كما أن قصة السيدة كامليا لم تتضح ولم تحسم بشكل قاطع والحقائق بشأنها ما تزال غامضة إلا من بعض الشائعات والتخمينات
٢ -
على إفتراض أن الطرف المتهم بالخطف ثبت أنه كان بريئا فى هذه المرة، ولكنه سبق تورطه من قبل. وهو لا يمكنه الإدعاء أنه ملاك هبط من السماء أو قديس يتمشى على الأرض أو ولى من أولياء الله الصالحين قد أسىء إلى سمعته. وهو إن كان بريئا فى حادثة واحدة فهذا لا يغيّر من حقيقة ضلوعه فى الكثير من الحوادث فى الماضى وإستمراره فى نفس السلوك فى الحاضر ولا يوجد ما يبشر أنه سوف يتوقف عن نفس السلوك فى المستقبل. أنه مخطط محكم ومستمر ينفذ تحت سمع وبصر أجهزة الأمن وربما بمباركتها
٣ -
إعتقاد الجماهير أن السيدة كاميليا قد أختطفت كان يتمشى مع العقل والمنطق السليم بحسب المعطيات المتوافرة فى ذلك الوقت. فلو أن بيتا قد سرق مائة مرة وفى كل مرة كان يثبت إدانة شخص بالذات، ثم يسرق ذلك البيت للمرة الواحد بعد المائة. فإذا لم يتجه التفكير بالإشتباه إلى من سرق البيت فى المائة مرة على أنه هو الذى سرقه فى المرة الأخيرة فإنه يكون هناك خلل فى التفكير
٤ -
فى ضوء حقيقة أن هناك محاولات سابقة للإيقاع بزوجات الكهنة رغبة فى تحطيم الروح المعنوية للأقباط وتحقيرهم وإذلالهم بخطف أمهاتهم الروحية فإنه من المنطق أن يتجه الفكر إلى إفتراض أن غياب زوجة الكاهن فى هذه المرة هى حالة خطف. وحالة السيدة وفاء قسطنطين خير مثال على إستهداف زوجات الكهنة
٥ -
و فى ضوء معرفة أن هناك زميل مسلم للسيدة كامليا كان يطاردها ويحاول التأثير عليها وسبق أن شكت السيدة كاميليا من مضايقاته، وقبيل إختفائها سجل تليفونها المحمول أستقبال بعض المكالمات منه، يؤكد بأن الإحتمال الأكبر هو محاولة خطفها
ولذلك أقول لكل من يطالب المسيحيين بالإعتذار أن يأتى إلينا أولا بأيدى نظيفة ونية صادقة راغبة فى علاج هذه القضية وسيجدنا مستعدون أن نسمع منه. إرجعوا مئات الفتيات - وبعضهن قصر - إلى أسرهن، وتوقفوا عن هذه السياسة فى المستقبل، وبعدها يحق لكم المطالبة بالإعتذار
وفيما عدا ذلك فلا أظن أن الأقباط يدينون لكم بالإعتذار. الإعتذار يقدم من الطرف المذنب للطرف البرئ إعترافا بالذنب، والأقباط لم يذنبوا فى حق أحد، على العكس قد كانوا دائما الضحية بينما الجانى مستمر فى مخططه
فهل يحق للجانى أن يطالب الضحية بالإعتذار؟
mounirbishay.blogspot.com
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment