بقلم: باسنت موسى
أتعجب ممن يعتقدون أن حماية أمن وسلامة المجتمع من الأحداث الطائفية يقع على عاتق المواطن المسيحي فقط، حيث أجد أن هؤلاء يطالبونه-أي المواطن المسيحي- بقدر عالي من المرونة ودرجة كبيرة من الاحتمال، قد تحقق بعض من السكون للأوضاع بين طرفي الأمة كما يقولون، إلا إن هذا السكون النسبي لا يمنع أبدًا من حدوث انفجار طائفي يشبه البركان في حجمه ومن ثم فهو غير محسوب العواقب. أقول ذلك لأنني ألمح يوميًا تزايد مطرد في السلوكيات المستفزة والمتمادية في عدم الاهتمام بإنسانية وليس فقط مشاعر المواطن المسيحي، فالميكروفات الكارثية بالكثير من الجوامع أصبحت لا تبث فقط كل ما يحض على كراهية الأخر، وإنما تمادت في الأمر وأصبحت تجرى المسابقات الدينية للأطفال عبر تلك الميكروفات، ويستمر ذلك الأمر لساعات طويلة على أساس أنه على الكفار-المسيحيين شركاء الوطن- أن يسمعوا جيدًا أسئلة المسابقات تلك لعلهم يهتدوا. المخزي بحق أن أي مواطن مسيحي يعترض على العرض المستمر الخارج من تلك الميكروفونات يتهم على الفور بأنه يثير فتنة طائفية ولا يحترم المعتقد الديني لشريك وطنه، في حين أن الأمر ليس كذلك، ولا يصح تقييمه بأن الرفض لسماع ما تبثه ميكروفونات الجوامع إثارة للفتن الطائفية، فمن حق كل المواطن سواء كان مسيحي أو مسلم أن ينعم بهدوء في منزله، أن يصمت خارجه ليسمع هو داخله ماذا يقول له.....لكن لمن نتحدث فشريك الوطن المسلم أعتاد منذ زمن بعيد أن يضغط ويجبر ويتوقع دائمًا أن الأخر سيستقبل كل هذا برفض داخلي دون أدنى تعبير خارجي عن الرفض، لأنه حتى لو حدث تعبير عن الرفض بشكل مباشر خارجي لا يوجد قانون يدعم حق الاعتراض ولو وجد قانون لا يوجد من يملك القدرة على تنفيذه وهكذا دواليك دائرة مفرغة لاتنتهى تدفع المواطن المسيحي لليقين بصحة المثل الشعبي"الشكوى لغير الله مذله". لكوني مثل كثيرين غيري معذبين في الأرض لحين يأتي أمر الله ويريحني من الحياة وعنائها، أعيش كل يوم مشوشة الذهن أعانى صداعًا بسبب حرب ميكروفونات الجوامع من حولي والتي تبدأ جولتها منذ الفجر أي الصباح الباكر. الغريب أنه حتى في أوقات الراحة الخاصة بمالكين تلك الميكروفونات أجد القائمين على جمعية" للصم والبكم" أسفل الشقة التي أقطن بها يقيمون حرب التسجيل لشرائط أدعية دينية على أعلى صوت ممكن، على الرغم من أنهم لا يسمعون؟! لكن لماذا لا يعذبونني أنا وغيري؟! ولأنني أخاف على وطني من الفتنة الطائفية ونيرانها أصمت وأسمع وأعانى من التشوش فما المشكلة إذا أصبت بانهيار عصبي من أجل مصر وسلامها الإجتماعى؟ على الأقل سيكتب أسمي بأنني شهيدة الوحدة الوطنية ولطالما أثار إعجابي مصطلح شهيدة ما أجمله عندما يرتبط بأسمى"الشهيدة/ باسنت موسى" رائع
نقلا عن الاقباط متحدون