بقلم: ناهد صبرى
18 برمودة 1725 للشهداء - 26 أبريل 2009 ميلادية
العدالة من القيم المهمة فى حياة الإنسان ... وماذا بعد ذلك ، قدسيه الجسد بعد الممات لذلك يكتب إخوتنا المسلمين على سيارات نقل الموتى "سيارات تكريم الإنسان " ، واليوم جئت لأقص عليكم قصه تمتهن فيها العدالة وينتهك فيها جسد الإنسان بعد مماته .القصة تمت فى محافظه " قنا " قرية " حجازة " قبلي ليله عيد القيامة بالضبط حيث كان هناك ثلاث من شباب الأقباط فى طريقهم للصلاة بدير " مار بقطر " اعترضتهم عربه ميكروباص بيضاء بدون لوحات معدنية نزل منها شاب يدعى أبو بكر محمد سعيد ومعه آخرين يحمل رشاشا وفتح النيران على كل من "هدرا أديب " 22 سنه و" أمير اسطفانوس خليل " 22 سنه و" مينا جاد اللـه " 25 سنه وبعد أن توفى الأول والثاني وهو هدرا أديب الذي افرغ الجناة دفعه كاملة من الرشاش فى رأسه مما أدى إلى حدوث تشوهات فى الرأس بغرض عدم التعرف عليه والثاني وهو أمير اسطفانوس الذي قتل بدفعه كاملة فى صدره وبطنه مما تسبب فى تطاير أحشائه وأصيب الثالث وهو مينا سمير بطلقة فى يده وأخرى فى كتفه الأيمن والثالثة فى فخذه .وتبدأ الحكاية حين وقعت مشادة بالعصي بين عائلتين من عائلات الصعيد فى 6 /11 /2004 وهم عائله آل سليمان وعائله محمد سعيد راح ضحيتها احد أفراد العائلة الأخيرة وإثناء هذا الجو المشحون بالتوتر تمت جلسه عرفيه تتكون من كبار رجال الأمن وأربعه من قيادات عائلات البلد وانتهوا الى تهجير 22 أسره من عائله آل سليمان اى حوالي 122 شخص وتركهم ممتلكاتهم والاكتفاء بان اخذوا معهم أمتعتهم فقط وهم الذين كانوا يمتلكون ورش نجاره خاصة بهم وحكم عليهم ايضا بثلاث سنوات بتهمة القتل الخطأ الى ان جاء يوم السبت 18 /4/ 2009 حيث وقعت الجريمة التى أودت بحياة اثنين من خيره شباب الأقباط والثالث أصيب بإصابات خطيرة فى العظام .والأكثر مأساويه من ذلك أن لم يجد الكهنة مكان للصلاة على روح أمير اسطفانوس وهو الكاثوليكي الأصل فتمت الصلاة على روحه في مدرسه الكاثوليك بعد أن قام الأمن بإغلاق كنيسة الكاثوليك الوحيدة فى قرية "حجازه " والتي تحمل اسم الشهيد مار جرجس منذ عده سنوات اما هدرا سليمان فقد كان أحسن حالا فقد رأس الصلاة على روحه الأنبا بيمن أسقف قنا وان كان فى حزن عميق وقد أحيط ذلك بقوات الأمن كالعادة وتم تشييع الجنازة تحت حراسه مشدده وكأن الأمن لصيق بكل ماساه فى حياتنا ونحن لا نرى نشاطه إلا بعد أن تروى الأرض بالدماء – وهى دماء قبطيه طبعا وهذا يذكرنا بقول السيد المسيح "كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصى لتاخذونى " . والسؤال الآن اين العدل وسط كل هذا هل ينص القانون المصري على أن تكون عقوبة القتل الخطأ التهجير القسرى لـ22 أسره وترك الممتلكات والسجن لمده ثلاث سنوات .الحق انه رغم كل ما بلغته أنظمة الدولة من نفوذ ، إلا أن انهيارها مرهونا بهذه القيمة البسيطة، وعندما تغيب العدالة تغيب معها رغبة التخطيط، والتفكير، والتمحيص ومع أن الكثير من الناس يربط موضوع العدالة برأس الهرم السلطوي للدولة إلاّ أن في حياتنا العامة ما يؤكد أن "العدل" قيمة ثقافية وأخلاقية وعقائدية دينية فيتوجب على الأب إحقاق العدل بين أبنائه في العطايا والهبات ويجب على المعلم فى المدرسة تحقيق العدل بين تلامذته وعلى الموظف حتى لو كان من صغار الموظفين ان يرسى العدل أيضا ، ويتوجب على كل من أنيطت به مسئولية.. مهما صغرت -تحقيق العدل فيما هو مسئول عنه.. ومن هنا فإن العدالة سلسلة متكاملة ولا يمكن تجزئة حلقاتها ، فعندما نتطلع جميعاً إلى بناء دولة النظام والقانون والعدالة يجب أن نساءل أنفسنا أولا إلى أي مدى نحن نحترم القانون؟ والى أي مدى نحن عادلون في بيوتنا؟ وفي مؤسساتنا؟ إذاً فالعدالة مرهونة بنا جميعاً، وقد جرى تقليد في التفريط بها بوسائل مختلفة..ومن ناحيه أخرى فان ثقافة عدم احترام الأجساد أصبحت ثقافة سائدة عندنا فنحن قد اعتدنا ألا نحترم أجساد الأحياء ، هل نحترم أجساد الأموات مثلا ... كما تفعل بعض الشعوب الاخري ومنها الصينيين وكما قال الكتاب المقدس " من منكم يكره جسده بل يقوته ويقويه " .
العدالة من القيم المهمة فى حياة الإنسان ... وماذا بعد ذلك ، قدسيه الجسد بعد الممات لذلك يكتب إخوتنا المسلمين على سيارات نقل الموتى "سيارات تكريم الإنسان " ، واليوم جئت لأقص عليكم قصه تمتهن فيها العدالة وينتهك فيها جسد الإنسان بعد مماته .القصة تمت فى محافظه " قنا " قرية " حجازة " قبلي ليله عيد القيامة بالضبط حيث كان هناك ثلاث من شباب الأقباط فى طريقهم للصلاة بدير " مار بقطر " اعترضتهم عربه ميكروباص بيضاء بدون لوحات معدنية نزل منها شاب يدعى أبو بكر محمد سعيد ومعه آخرين يحمل رشاشا وفتح النيران على كل من "هدرا أديب " 22 سنه و" أمير اسطفانوس خليل " 22 سنه و" مينا جاد اللـه " 25 سنه وبعد أن توفى الأول والثاني وهو هدرا أديب الذي افرغ الجناة دفعه كاملة من الرشاش فى رأسه مما أدى إلى حدوث تشوهات فى الرأس بغرض عدم التعرف عليه والثاني وهو أمير اسطفانوس الذي قتل بدفعه كاملة فى صدره وبطنه مما تسبب فى تطاير أحشائه وأصيب الثالث وهو مينا سمير بطلقة فى يده وأخرى فى كتفه الأيمن والثالثة فى فخذه .وتبدأ الحكاية حين وقعت مشادة بالعصي بين عائلتين من عائلات الصعيد فى 6 /11 /2004 وهم عائله آل سليمان وعائله محمد سعيد راح ضحيتها احد أفراد العائلة الأخيرة وإثناء هذا الجو المشحون بالتوتر تمت جلسه عرفيه تتكون من كبار رجال الأمن وأربعه من قيادات عائلات البلد وانتهوا الى تهجير 22 أسره من عائله آل سليمان اى حوالي 122 شخص وتركهم ممتلكاتهم والاكتفاء بان اخذوا معهم أمتعتهم فقط وهم الذين كانوا يمتلكون ورش نجاره خاصة بهم وحكم عليهم ايضا بثلاث سنوات بتهمة القتل الخطأ الى ان جاء يوم السبت 18 /4/ 2009 حيث وقعت الجريمة التى أودت بحياة اثنين من خيره شباب الأقباط والثالث أصيب بإصابات خطيرة فى العظام .والأكثر مأساويه من ذلك أن لم يجد الكهنة مكان للصلاة على روح أمير اسطفانوس وهو الكاثوليكي الأصل فتمت الصلاة على روحه في مدرسه الكاثوليك بعد أن قام الأمن بإغلاق كنيسة الكاثوليك الوحيدة فى قرية "حجازه " والتي تحمل اسم الشهيد مار جرجس منذ عده سنوات اما هدرا سليمان فقد كان أحسن حالا فقد رأس الصلاة على روحه الأنبا بيمن أسقف قنا وان كان فى حزن عميق وقد أحيط ذلك بقوات الأمن كالعادة وتم تشييع الجنازة تحت حراسه مشدده وكأن الأمن لصيق بكل ماساه فى حياتنا ونحن لا نرى نشاطه إلا بعد أن تروى الأرض بالدماء – وهى دماء قبطيه طبعا وهذا يذكرنا بقول السيد المسيح "كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصى لتاخذونى " . والسؤال الآن اين العدل وسط كل هذا هل ينص القانون المصري على أن تكون عقوبة القتل الخطأ التهجير القسرى لـ22 أسره وترك الممتلكات والسجن لمده ثلاث سنوات .الحق انه رغم كل ما بلغته أنظمة الدولة من نفوذ ، إلا أن انهيارها مرهونا بهذه القيمة البسيطة، وعندما تغيب العدالة تغيب معها رغبة التخطيط، والتفكير، والتمحيص ومع أن الكثير من الناس يربط موضوع العدالة برأس الهرم السلطوي للدولة إلاّ أن في حياتنا العامة ما يؤكد أن "العدل" قيمة ثقافية وأخلاقية وعقائدية دينية فيتوجب على الأب إحقاق العدل بين أبنائه في العطايا والهبات ويجب على المعلم فى المدرسة تحقيق العدل بين تلامذته وعلى الموظف حتى لو كان من صغار الموظفين ان يرسى العدل أيضا ، ويتوجب على كل من أنيطت به مسئولية.. مهما صغرت -تحقيق العدل فيما هو مسئول عنه.. ومن هنا فإن العدالة سلسلة متكاملة ولا يمكن تجزئة حلقاتها ، فعندما نتطلع جميعاً إلى بناء دولة النظام والقانون والعدالة يجب أن نساءل أنفسنا أولا إلى أي مدى نحن نحترم القانون؟ والى أي مدى نحن عادلون في بيوتنا؟ وفي مؤسساتنا؟ إذاً فالعدالة مرهونة بنا جميعاً، وقد جرى تقليد في التفريط بها بوسائل مختلفة..ومن ناحيه أخرى فان ثقافة عدم احترام الأجساد أصبحت ثقافة سائدة عندنا فنحن قد اعتدنا ألا نحترم أجساد الأحياء ، هل نحترم أجساد الأموات مثلا ... كما تفعل بعض الشعوب الاخري ومنها الصينيين وكما قال الكتاب المقدس " من منكم يكره جسده بل يقوته ويقويه " .
نقلا عن الهيئه القبطيه الكنديه
No comments:
Post a Comment