Friday, May 7, 2010

الوهابيه وخراب مصر

06 مايو2010




بقلم مصري 100
من أخطاء السياسة المصرية وأحد كبائرها , إنها أولت جل اهتمامها وعنايتها صوب الشمال الأوروبي والغرب الأمريكي , في ذات الأوان الذي أهملت فيه الملف الأفريقي , وهناك من عقد المقارنات عن سفريات السيد الرئيس فقط إلى فرنسا وألمانيا ونظيرتها إلى دول القارة الإفريقية , فتبين أن هناك فارقاً لصالح الأخيرتين . لقد صار لهذا الإهمال تداعيات أقلها أن تركت الساحة خالية لذوى النوايا غير الحسنة لكي يمرحوا فيها ويعبثوا دون ثمة مزاحمة أو مقاومة الى أن توشك المقولة الذهبية " مصر هبة النيل " على أن تصاب بالتصدع والانهيار .

من أجل مصر وشعبها, أتصور أنه يتعين, وعلى وجه السرعة أن يعهد بهذا الملف ثانية إلى ابني مصر البارين, د. بطرس غالى , د. محمود أبو زيد الذين سبق وأن أبليا البلاء الحسن وأحرزا نجاحات بالملف لأتنكر فضلاً عن أن لكليهما تقدير واحترام لدى شعوب وحكام دول حوض النيل.

ذات يوم داخل أروقة الأمم المتحدة صار هناك حديث , قد آن الأوان لكى يتبوأ أحد أبناء القارة الإفريقية منصب رئاسة الأمانة العامة للمنظمة الدولية , فكان أن تجمعت الوفود الإفريقية وأجمعت على جدارة د. بطرس بطرس غالى بالمنصب الرفيع , وعندئذ طالبوه بالتقدم للترشح . فوجئ الرجل ثم أخبر السيد الرئيس برغبتهم تلك وكان ترحيب سيادته .

لقد أثبت الرجل جدارته بالمنصب الرفيع , وأشاد الجميع بجهوده وبأجندته لإصلاح الأمم المتحدة بما فيهم الرئيس كلينتون , ولولا مذبحة قانا ( فلسطين ) وإصراره على نشر التقرير الخاص بها على غير رغبة أمريكا لما كان الفيتو الأمريكي ولأمكن عندها من إعادة انتخابه بالإجماع .

أما د. محمود أبو زيد وزير الري والموارد المالية السابق والذي أطيح به للأسف الشديد من أجل سواد عيون الأمير الوليد بن طلال , ذلك الرجل الذي أضر كثيراً بمصر واقتصادها وثروتها الفنية , فيعد ( أبو زيد ) أحد الخبراء العالميين فى مجال عمله , ومتابع جيد لمشاريع نهر النيل وإسهامات مصر , فضلاً عن أن له أيضاً كثير تقدير واحترام لدى دول حوض النيل .

أن الحاجة ماسة وشديدة لجهود رجلي الساعة , ولندع الوزير أبو الغيط فى شأنه , ويكفيه أنه يتصيد لنا أخطاء الغرب الكافر ليحيطنا علماً بها كما سبق مع الرسوم المسيئة من قبل جريدة دانمركية مغمورة لتنال على يديه شهرة لم تكن لتحلم بها .

هذا الأسبوع وفى ذات السياق , قرأت خبراً عجيباً شدني , تصدر الصفحة الأولى من جريدة الإنباء الدولية ( جمال الشويخ ) فى 4/5/2010 م تحت عنوان :

10 مليارات دولار رشوة سعودية لأثيوبيا لتصعيد أزمة المياه مع مصر

وهو ما دفع المرء لكي يتساءل .. لماذا ؟ لماذا ؟ لمـــــــــــــــــــــــــــــــاذا ؟
وياليتنى أجد الإجابة الشافية لدى أحداً من العروبيين , أو أحداً من أولئك الذين لازال حلم الخلافة الإسلامية يداعب خيالهم . !!!

إن جاءت الوهابية السعودية فأنفقت 87 مليار دولار على ذمة الأسلمة حول العالم خلال العقدين أو الثلاثة الأخيرة , فهذا أمر مفهوم وله أسبابه ودوافعه لديهم .




لمزيد من التعرف على نشاط الوهابية ... على الرابط
http://www.ssrcaw.org/ar/word.art.asp?aid=108514
>ومصدره كتاب لوران ميورافيك - تحت عنوان : الدور السعودي في أفريقيا الأبعاد والمخاطر - محمود جابر "

وأن نالت مصر نصيباً من تلك الكعكة ما دفع إلى تكوين عصابات لخطف بناتنا القاصرات وأسلمتهن عنوة وقسراً , فهو أيضاً أمر مفهوم ومعلوم أسبابه ودوافعه الإجرامية , لكن ما لا يمكن هضمه أو تفهم أسبابه أن يأت هذا الفعل على ذاك الوارد بالجريدة بالرغم من أن النظام المصري بالعصر الحاضر لم يكن يوماً منقاداً إلى النظام الوهابي بمثل ما هو منقاد إليه اليوم . لقد تم أسلمة كل شئ , حتى الدولة تلك الشخصية الاعتبارية جعلوا من الإسلام ديناً لها , وحتى البشر جارى أسلمة البقية الباقية من أهلها بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة , بل وأن ما يحزن القلب حين تصدر بنات مصر الحضارة من خلال وزيرة العمل ليعملن خادمات بقصور الوهابية , وما أدراكم بالخدمة في منازل شيوخ البترودولارات , ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد وإنما كانت إهانة وجلد وسجن شباب مصر الأطباء بالسجون السعودية .
على أن من سخريات القدر وأعاجيبه ألا تقتصر المذلة والمهانة على خارج حدود الوطن , وإنما امتدت أيضاً إلى داخله وهو ما تمثل في أمثلة عديدة مما يرتكبه مواطني تلك الدول بداخل مصر , ولعل آخرها وله من دلالة مفزعة حين قام ناظر مدرسة بدر الإسلامية بشرق الإسكندرية بجمع المدرسين واصطحاب الطلاب إلى فناء المدرسة وبصحبته والد طالبتين من إحدى الدول العربية وطلب منهم اعتذارا عن خطأ مدرسة التربية الرياضية مع تهديد منه لكل من حاول التدخل بأن ولى الأمر يمكنه التنكيل بهم . كل ذلك عقاباً وتكفيراً على جريمة المدرسة التي رأت الطالبتين العربيتين تلعبان عند حمامات المدرسة فطلبت منهما الابتعاد خوفا عليهما لكنهما رفضتا وقامتا باستفزازها مما دفعها إلي الإمساك بأيديهما وإبعادهما , بل والأعجب من ذلك أن يأت ولي أمر الطالبتين ويقوم بتصوير المدرسين والطلاب بتليفونه المحمول وهم يرددون الاعتذار مما تسبب في بكاء المدرسين .

الواقع يا أحبائى ان لنظامنا المصرى فى وقتنا الحاضر قبلتان إحداهما تخص الشأن الخارجى وتكون صوب أمريكا , والأخرى تخص الشأن الداخلى وتصير نحو السعودية .

وأن كان البعض يرى فى الحجة الأولى مساساً بالكرامة , غير إنها من وجه آخر لها مردودها الايجابي الذى جنب مصر ويلات الحروب والخراب , فضلاً عن منح هبات ومعونات اقتصادية وعسكرية كانت لهما ولاتزال من عظيم أثر على الحياة المصرية , ولو وجدت الشفافية والنزاهة والضمائر الحية لتعاظم المردود الايجابى كثيراً عن ذلك , ويكفى أن أشير ان مجموعها حتى الآن قد زاد عما خصص لدول أوروبا فى مشروع مارشال عقب الحرب العالمية الثانية مع الفارق الرهيب فى أثر وشفافية استخدامه بكلا الطرفين . !!!

أما عن القبلة الثانية إلى السعودية , فكما سبق وأسلفت فقد تم أسلمة كل شيء الحجر وجارى للبقية الباقية من البشر , وهو ما يدعوني لتساؤل منطقي : ما هو المطلوب أن تعمله مصر أكثر من ذلك لكي يرضى عنها الجالس فوق العرش السعودي فلا يسعى بعدها ويتوقف عمله عن كل ما من شأنه إلحاق الضرر بشعبها ؟

إن ما يدعو للدهشة أن هذا الضرر لن يلحق بأقباط مصر فقط , وإنما سيطول شعب مصر أجمعه بما فيهم الأغلبية المسلمة والمقدر نسبتهم بالإحصاءات الرسمية 90% من التعداد العام , وأتصور أنه لو أقتصر عددهم على بضع مئات وليس عشرات الملايين , لكان ذلك سبباً كافياً للتوقف عما يمكن أن يسببه لهم من ضرر , وسندي في ذلك مبادئ العقيدة والدين التي تقضى بأنه لا ضرر ولا ضرار , هذا فضلاً عما روى عن أبي هريرة من قول لرسول الإسلام من إن:( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره … كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله ) رواه البخاري ومسلم .

ولعلى أتساءل عندئذ , أليست تلك تعاليم صيغت ليعمل بها , أم هى شعارات تطلق صيحاتها عند اللزوم دون تفعيل ؟ ثم كيف لمسلم أن يستعين بدولة كافرة وينقدها مالاً من أموال المسلمين لكي تضر وتؤذى مسلمين آخرين ؟ !!!

قد يحدث أن ترى أنساناً قد أفاء الله عليه بالخير الوفير , ومع انتقاله من طبقته الدنيا الى طبقة الأكابر , أنه لا يترك ميراث ونهج تلك الطبقة على أعتابها عند الخروج , وإنما في انتقاله ولأنه قد صار أسيرا لهذا الميراث , فأنه ينتقل معه الى طبقته الجديدة حتى أنه يمكن للمرء دون عناء أن يتعرف عليه وسط تلك الطبقة الراقية دون سابق معرفة به من خلال كلمة , عبارة أو تصرف , وهو ما يدعوني للتساؤل : هل من الممكن أن يحدث ذلك أيضاً مع الدول , بحيث يسود أرث وميراث البداوة الجدباء المتخلف ويعلوا في تصرفات وأعمال مواطن الصحراء ولو أحتل مكاناً وسط العشرين الكبار الأكثر ثراء على مستوى العالم ؟ !!!

رحم الله التكية المصرية والمصارى وكسوة الكعبة , ولا حول ولا قوة إلا بالله على رأى أخونا عباس .

أيا زمن الهـــــــــوان, كم فعلت بمصر الوطن والحضارة

No comments:

Post a Comment