الكاتب اليوم السابع
الثلاثاء, 18 مايو 2010 16:35
زعمت صحيفة وول ستريت جورنال، استمرار حالات العنف والتمييز ضد الأقباط فى مصر، وأشارت الصحيفة الأمريكية فى مقال كتبه مهيب زكى، المدير السابق لمركز ابن خلدون، إلى تكرار حالات الهجوم على الأقباط، وأن حشداً مكوناً من 3 آلاف مسلم غاضب تجمع بعد صلاة الجمعة فى مدينة مرسى مطروح قبل عدة أسابيع ضد الأقباط بالمدينة، مما أدى إلى تدمير 18 منزلاً و23 محلاً تجارياً و16 سيارة بشكل تام، فى حين تحصن 400 قبطى فى كنيستهم لمدة 10 ساعات حتى هدأت ثائرة المسلمين
واستمرت الصحيفة فى مزاعمها، قائلة لم يكن هذا سوى الحادث الأحدث من بين عشرات الهجمات التى وقعت خلال العام الماضى بما فى ذلك الهجوم الذى شهدته قرية كفر البربرى فى 26 يونيو الماضى، وفى مدينة فرشوط فى 21 نوفمبر وقرية شوشة فى 23 نوفمبر، ثم جاءت حادثة نجع حمادة التى وقعت عشية عيد الميلاد وقتل فيها سبعة أشخاص وجرح 26 شخصاً.
ويصف زكى، العنف الذى وقع خلال السنوات الأخيرة ضد الأقباط بأنه أشبه بالتطهير، حيث أجبرت موجات من هجمات الغوغاء مئات وأحياناً آلاف المواطنيين المسيحيين على الهرب من منازلهم، وفى كل حادثة كانت الشرطة، على الرغم من النداءات المحمومة، تصل بعد انتهاء أعمال العنف، ويجبر المصابون فيما بعد على قبول المصالحة مع من قاموا بالهجوم عليهم من أجل تجنب المحاكمة والإدانة، ولم تتم إدانة أى مسلم حتى الآن فى أى من هذه الجرائم.
ويمضى الكتاب فى الزعم بأن الأقباط الذين يمثلون 12% من إجمالى عدد السكان فى مصر، كانوا دائماً عرضة للتمييز الرسمى، فعلى سبيل المثال لا يمكن بناء كنيسة أو حتى إصلاحها دون الحصول على مرسوم رئاسى، كما أن الأقباط مستبعدون من العمل فى الوظائف السيادية، وينبع هذا التمييز، حسب زعمه، من الاعتقاد المنتشر بشكل كبير فى نفسية النخبة الحاكمة وقطاعات كبيرة من المجتمع المسلم، بأنه من غير المعقول فى مجتمع مسلم أن تتم المساواة بين المسلمين والكفار.
ويخلص الكاتب فى النهاية إلى القول بأن وضع الأقباط كأهل ذمة لن يتغير بالإقناع الحلو، وسيكون التغيير الوحيد عن طريق النضال الداخلى المستمر والمدعوم من الضغط الدولى القوى، فالأقباط لا يطالبون بالتسامح مع المسلمين ولكن بالمساواة فى الحقوق معهم.
No comments:
Post a Comment