بقلم: عماد توماس
لست مستريحاً لهذه الحماسة المنقطعة النظير من أعضاء مجلس الشعب سواء المنتمين للجماعة التي يطلقون عليها "محظورة" أو النواب التابعين للحزب الوطني أو المستقلين في سعيهم الدءوب نحو إعدام الخنازير وهذا التوافق التام الذي لم يحدث من قبل وربما لن يحدث في المستقبل!! حتى أن مصر أصبحت أول دولة في العالم تقرر ذبح الخنازير رغم عدم اكتشاف أي إصابة بها.الدوافع الدينية تبدو لي كأحد الأسباب وراء هذه الحماسة الملحوظة التي لم تكن متوافرة ولم نجدها عندما اجتاحت بلادنا أنفلونزا الطيور منذ عام 2006 والتي سجلت مصر فيها الريادة في أكبر نسبة إصابة في عام 2009 ولم نرى فيها حماساً مشابهاً لِما حدث مع ما سمّوه بأنفلونزا الخنازير.
فالمتحدث باسم وزارة الصحة عبد الرحمن شاهين قال من ضمن ما قال "استغلت السلطات هذه الفرصة لتسوية مشكلة التربية العشوائية للخنازير في مصر" –لاحظ عبارة استغلت السلطات- والكاتب الصحفي سمير رجب في عموده اليومي بجريدة الجمهورية يوم 3 مايو 2009 يقول "وها هي الفرصة قد حانت... ولا ينبغي أبداً أن نضيعها"!! فهل يقصد فرصة التخلص من الخنازير النجسة التي أفسد بها الأقباط البيئة المصرية!!من جانبها قالت الناشطة المصرية لحقوق الحيوانات أمينة أباظة "إن قرار الحكومة القضاء على قطعان الخنازير كلها يبدو وكأنه "يستهدف الأقباط" وأضافت "أتساءل إن لم يكن القرار اتخذ لأن الخنازير ملك المسيحيين الأقباط" مشيرة إلى عداء جماعة الإخوان المسلمين المعلن لتربية الخنازير.
استرعني في هذا الأمر عدة ملاحظات نسردها في عدة نقاط:1- ما أطلق عليه البعض خطأ اسم أنفلونزا الخنازير الاسم الصحيح له "H1N1 2009" أو الأنفلونزا المكسيكية، فالمعروف أن الأنفلونزا تنسب إلى بلد المصدر "المكسيك". 2- وصفت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" إعدام أو ذبح الخنازير في مصر بالخطوة الخاطئة نظراً لعدم اكتشاف السلالة الفايروسية الجديدة في الخنازير ولم يعلن في مصر عن اكتشاف أي حالة إصابة بمرض أنفلونزا الخنازير.
3- الدكتور المحترم حاتم الجبلي وزير الصحة كان واضحاً وصريحاً عندما قال في برنامج "البيت بيتك" على القناة الثانية للتلفزيون المصري أنه حتى لو ذبحنا الخنازير لن تُحل المشكلة، فالعدوى لا تأتي من الخنازير لكن من القادمين من خارج مصر وخاصة من الدول التي انتشر فيها العدوى، فالمرض الحالي هو مرض جديد تماماً مركب من فيروسات ثلاثة مختلطة من الأنفلونزا التي تصيب البشر وتلك التي تصيب الطيور وأنفلونزا الخنازير, أي أن المرض الحالي ليس له علاقة بمرض أنفلونزا الخنازير المعروف بيطرياً بالإضافة إلى تصريحه في برنامج "القاهرة اليوم" حول ضغوط التيار الإسلامي في مجلس الشعب لتمرير قرار ذبح الخنازير.
4- لم افهم سر الزيارة التي قام بها وزير الصحة الدكتور الجبلي للبابا شنوده يوم الثلاثاء والتي قيل عنها في الصحافة أنها زيارة سرية، ثم تلاها إعلان البابا في اجتماع الأربعاء أن الأقباط لا يأكلون الخنازير وأنها مضره للصحة، ثم استدعاء محافظ القاهرة لبعض القيادات الشعبية والدينية منها الأب سمعان راعي دير القديس سمعان الخراز بالمقطم لمحاولة تهدئة وإقناع الأهالي بذبح الخنازير... والحقيقة أنني ضد استدعاء رجال الدين قبل اتخاذ أي قرار فالدولة المدنية التي نشدو لها هي دولة سيادة القانون لا تلجأ لرجال الدين لتمرير طلب أو قرار أو قانون فحتى الآن إذا أردنا أن نجرم ختان الإناث نلجأ لرجال الدين وليس للقانون!!
5- سمعنا أن الحكومة ستقوم بتعويض المتضررين، لكن لم يحدث هذا الآمر بشفافية فخرجت الجماهير الغاضبة ظهر الأحد الماضي بمنشية ناصر للاعتراض على الذبح بدون تعويض، خاصة أن الكثير من الأسر مصدر دخلها في التعامل مع تجارة الخنازير.6- لا يوجد ثقة متبادلة بين الحكومة والجماهير نتيجة تراكمات زمنية طويلة المدى، فالذبح ثم التعويض أمر غير مقبول من جهة الأهالي وبعد حدوث الاشتباكات خرج محافظ القاهرة مساء الأحد الماضي متفهماً لموقف الجماهير الغاضبة، لكنه قال أن من الصعب تعويض الأهالي قبل الذبح نتيجة لعدم المقدرة على تحديد قطعان الخنازير المصابة من السليمة... لذلك الأجدر أن يتم استقطاع جزء من التعويض "عربون" وإعطاءه للأهالي المتضررة.
7- قال لي أحد الأطباء البيطريين بالمجزر الآلي بالبساتين أن معدل الذبح أقل من الأيام العادية ولا توجد ثلاجات كافية لتخزين الخنازير المذبوحة أي أن عملية التخلص من الخنازير ستتطلب عدة شهور إذا استمرت بهذا المعدل، كما أن أجهزة الكشف على الخنازير لا توجد إلا في القاهرة "المجزر الآلي" والإسكندرية "العامرية".8- لم يسبق لي أن أكلت لحم الخنزير، الذي يتغذى على "الزبالة" وتبقى المشكلة أين ستذهب "زبالة" القاهرة بعد ذبح الخنازير وتهديد الأهالي برمي "الزبالة" في الشارع.. لأنه لم يعد هناك ما يتغذى عليها، هل قاهرة المعز تستطيع التغلب على هذه المشكلة!!
9- يحذر خبراء الصحة من التجمعات البشرية، فهل يستطيع أن يطالب نوابنا المبجلون في مجلس الشعب أن تلغي صلاة الجمعة بسبب تكدس المصلين داخل المساجد حرصاً على عدم انتشار العدوى، وهل يستطيعوا المطالبة بوقف موسم العمرة المقبل وخاصة شهري رجب وشعبان حتى لا ينتقل وينتشر المرض مع القادمين عبر الأجواء الجوية!! 10- تستطيع مصر أن تقضى على الخنازير المختبئة في الحظائر خلال عدة أسابيع لكن التحدي الأكبر لمصر أن تقضي على الخنازير الأخرى التي مازلت تعربد في رابعة النهار وليس من رادع لها!!
فالمتحدث باسم وزارة الصحة عبد الرحمن شاهين قال من ضمن ما قال "استغلت السلطات هذه الفرصة لتسوية مشكلة التربية العشوائية للخنازير في مصر" –لاحظ عبارة استغلت السلطات- والكاتب الصحفي سمير رجب في عموده اليومي بجريدة الجمهورية يوم 3 مايو 2009 يقول "وها هي الفرصة قد حانت... ولا ينبغي أبداً أن نضيعها"!! فهل يقصد فرصة التخلص من الخنازير النجسة التي أفسد بها الأقباط البيئة المصرية!!من جانبها قالت الناشطة المصرية لحقوق الحيوانات أمينة أباظة "إن قرار الحكومة القضاء على قطعان الخنازير كلها يبدو وكأنه "يستهدف الأقباط" وأضافت "أتساءل إن لم يكن القرار اتخذ لأن الخنازير ملك المسيحيين الأقباط" مشيرة إلى عداء جماعة الإخوان المسلمين المعلن لتربية الخنازير.
استرعني في هذا الأمر عدة ملاحظات نسردها في عدة نقاط:1- ما أطلق عليه البعض خطأ اسم أنفلونزا الخنازير الاسم الصحيح له "H1N1 2009" أو الأنفلونزا المكسيكية، فالمعروف أن الأنفلونزا تنسب إلى بلد المصدر "المكسيك". 2- وصفت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" إعدام أو ذبح الخنازير في مصر بالخطوة الخاطئة نظراً لعدم اكتشاف السلالة الفايروسية الجديدة في الخنازير ولم يعلن في مصر عن اكتشاف أي حالة إصابة بمرض أنفلونزا الخنازير.
3- الدكتور المحترم حاتم الجبلي وزير الصحة كان واضحاً وصريحاً عندما قال في برنامج "البيت بيتك" على القناة الثانية للتلفزيون المصري أنه حتى لو ذبحنا الخنازير لن تُحل المشكلة، فالعدوى لا تأتي من الخنازير لكن من القادمين من خارج مصر وخاصة من الدول التي انتشر فيها العدوى، فالمرض الحالي هو مرض جديد تماماً مركب من فيروسات ثلاثة مختلطة من الأنفلونزا التي تصيب البشر وتلك التي تصيب الطيور وأنفلونزا الخنازير, أي أن المرض الحالي ليس له علاقة بمرض أنفلونزا الخنازير المعروف بيطرياً بالإضافة إلى تصريحه في برنامج "القاهرة اليوم" حول ضغوط التيار الإسلامي في مجلس الشعب لتمرير قرار ذبح الخنازير.
4- لم افهم سر الزيارة التي قام بها وزير الصحة الدكتور الجبلي للبابا شنوده يوم الثلاثاء والتي قيل عنها في الصحافة أنها زيارة سرية، ثم تلاها إعلان البابا في اجتماع الأربعاء أن الأقباط لا يأكلون الخنازير وأنها مضره للصحة، ثم استدعاء محافظ القاهرة لبعض القيادات الشعبية والدينية منها الأب سمعان راعي دير القديس سمعان الخراز بالمقطم لمحاولة تهدئة وإقناع الأهالي بذبح الخنازير... والحقيقة أنني ضد استدعاء رجال الدين قبل اتخاذ أي قرار فالدولة المدنية التي نشدو لها هي دولة سيادة القانون لا تلجأ لرجال الدين لتمرير طلب أو قرار أو قانون فحتى الآن إذا أردنا أن نجرم ختان الإناث نلجأ لرجال الدين وليس للقانون!!
5- سمعنا أن الحكومة ستقوم بتعويض المتضررين، لكن لم يحدث هذا الآمر بشفافية فخرجت الجماهير الغاضبة ظهر الأحد الماضي بمنشية ناصر للاعتراض على الذبح بدون تعويض، خاصة أن الكثير من الأسر مصدر دخلها في التعامل مع تجارة الخنازير.6- لا يوجد ثقة متبادلة بين الحكومة والجماهير نتيجة تراكمات زمنية طويلة المدى، فالذبح ثم التعويض أمر غير مقبول من جهة الأهالي وبعد حدوث الاشتباكات خرج محافظ القاهرة مساء الأحد الماضي متفهماً لموقف الجماهير الغاضبة، لكنه قال أن من الصعب تعويض الأهالي قبل الذبح نتيجة لعدم المقدرة على تحديد قطعان الخنازير المصابة من السليمة... لذلك الأجدر أن يتم استقطاع جزء من التعويض "عربون" وإعطاءه للأهالي المتضررة.
7- قال لي أحد الأطباء البيطريين بالمجزر الآلي بالبساتين أن معدل الذبح أقل من الأيام العادية ولا توجد ثلاجات كافية لتخزين الخنازير المذبوحة أي أن عملية التخلص من الخنازير ستتطلب عدة شهور إذا استمرت بهذا المعدل، كما أن أجهزة الكشف على الخنازير لا توجد إلا في القاهرة "المجزر الآلي" والإسكندرية "العامرية".8- لم يسبق لي أن أكلت لحم الخنزير، الذي يتغذى على "الزبالة" وتبقى المشكلة أين ستذهب "زبالة" القاهرة بعد ذبح الخنازير وتهديد الأهالي برمي "الزبالة" في الشارع.. لأنه لم يعد هناك ما يتغذى عليها، هل قاهرة المعز تستطيع التغلب على هذه المشكلة!!
9- يحذر خبراء الصحة من التجمعات البشرية، فهل يستطيع أن يطالب نوابنا المبجلون في مجلس الشعب أن تلغي صلاة الجمعة بسبب تكدس المصلين داخل المساجد حرصاً على عدم انتشار العدوى، وهل يستطيعوا المطالبة بوقف موسم العمرة المقبل وخاصة شهري رجب وشعبان حتى لا ينتقل وينتشر المرض مع القادمين عبر الأجواء الجوية!! 10- تستطيع مصر أن تقضى على الخنازير المختبئة في الحظائر خلال عدة أسابيع لكن التحدي الأكبر لمصر أن تقضي على الخنازير الأخرى التي مازلت تعربد في رابعة النهار وليس من رادع لها!!
نقلا عن اقباط متحدون
No comments:
Post a Comment