مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية .. خطة ذبح الخنازير تهدد سبل عيش المسيحيين الأرثوذكساضغط على الصورة وطالع هذا التقرير الهام
تنتشر قوات الأمن والشاحنات التابعة لها على كل نقطة عبور إلى منطقة المقطم، جنوب القاهرة، وهي المنطقة الرئيسية التي تطرح فيها مخلفات المدينة. كما تضم هذه المنطقة، وفقاً للسكان المحليين، حوالي ثلاثة أرباع الخنازير التي تربي في مصر.
ومع انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير في دول مختلفة في العالم، أعلنت الحكومة المصرية عن نيتها ذبح جميع الخنازير في البلاد، مما أدى إلى احتجاج جامعي القمامة ومربي الخنازير في منطقة المقطم الذين ينتمي معظمهم إلى الأقلية المسيحية في البلاد.
وفي تصريح لوزارة الصحة قال الدكتور حامد سماحة، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة للوزارة يوم 11 مايو/أيار أنه قد تم ذبح 26,000 خنزير في حين ما يزال 131,652 خنزيراً بانتظار الذبح. كما تشير تقديرات أخرى إلى أن عدد الخنازير في مصر قبل بدء عمليات الذبح كان يتراوح ما بين 300,000 و400,000 رأس.
ويبدو أن ذبح الخنازير سيترجم إلى صعوبات اقتصادية بالغة لهذه الفئة من المجتمع، حيث قال شحاته أبو ضيف، الذي يسكن فيما يسمى "مدينة الزبالين": "هذه هي مهنتنا منذ 60 عاماً ولا يوجد لدينا أية بدائل أخرى".
يقوم والدا شحاته بفرز النفايات كما أنهما يملكان حظيرة لتربية الخنازير. وأوضح أن غذاء الخنازير يتوفر لهم مجاناً مما يجدونه من بقايا المواد العضوية وسط النفايات الصلبة، الأمر الذي يسهم بدوره في التقليل من أكوام النفايات.
وأخبر داوود حبيب، وهو مربي خنازير من تلك المنطقة، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه حصل لتوه على تعويض لدى تسليمه 100 خنزير للذبح حيث حصل على 8.82 دولاراً مقابل الرأس الواحد. وأضاف قائلاً: "هذا هو يومنا الأول دون خنازير ولا نعلم ماذا سيحدث".
ويقول جامعو القمامة أنهم جاؤوا أصلاً إلى القاهرة في الخمسينيات من مجتمعات زراعية في محافظتي سوهاج وأسيوط في صعيد مصر.
ولم تبلّغ مصر حتى الآن عن أية حالة إصابة بفيروس A/H1N1 الذي يعرف أيضاً باسم أنفلونزا الخنازير وقد وضعت خطة ذبح الخنازير كإجراء احترازي.
تمييز؟
وقال أبو ضيف أن "الموضوع أكثر من كونه [إجراء احترازي ضد] أنفلونزا الخنازير" مشيراً إلى أن هناك تمييز ضد جامعي القمامة من المسيحيين على الرغم من أنه قد تم ذبح الخنازير في المناطق غير المسيحية كذلك.
وتقول منظمة الصحة العالمية أنه لا يوجد داع لذبح الخنازير، غير أن الحكومة ما تزال تصر على هذا الإجراء. كما قالت منظمة الأغذية والزراعة في بيان الأسبوع الماضي أنه "ليس هناك أي سبب على الإطلاق لذبح الحيوانات كإجراء وقائي ضد انتشار فيروس "A/H1N1".
بدوره قال سعد خلف، محافظ مدينة 6 أكتوبر المجاورة حيث تم أيضاً العثور على خنازير وذبحها في مؤتمر صحفي في وقت سابق الأسبوع الماضي أن خطة الذبح هي إجراء احترازي لدرء خطر كبير عن مربي الخنازير والمجتمع برمته.
وكانت تقارير إعلامية قد لفتت الأنظار إلى الظروف غير الصحية التي تربى بها معظم الخنازير في مصر. وفي هذا السياق قالت سامية جمال، الخبيرة في مجال الهندسة البيئية والمستشارة لدى وزارة الصحة: "إذا قارنت بين الطريقة التي تربى بها الخنازير هنا في مصر وطرق تربيتها في الخارج ستعرف لماذا تم اتخاذ مثل هذا القرار".
وأضافت أن "نسبة الفيروسات التي تحملها الخنازير تعرض [الناس] للخطر. في الخارج يوجد إجراءات قياسية وضوابط طبية لتربية الخنازير. أما هنا فالظروف الصحية المحيطة بحظائر الخنازير شديدة السوء".
[ لا يعكس هذا التقرير بالضرورة وجهة نظر الأمم المتحدة ]تاريخ نشر الخبر : 13/05/2009
No comments:
Post a Comment