الخميس 21 مايو
سامي البحيري
عندما أطلق مهدى عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين تصريحه الصحفى المشهور والذى سوف يبقى مخلدا حتى بعد أن يختفى المرشد العام، تصريحه الذى قال فيه:"طز فى مصر وأبو مصر وإللى فى مصر"، لأننا وبصراحة وكما قال سيد القمنى فإننا لن ننسى له هذا التصريح وحنفضل ماسكينها له زلة حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا، وهذا التصريح لم يكن زلة لسان ولكنه يعكس ركنا أساسيا من فلسفة الإخوان وهى أن إنتماء الشخص يعود إلى دينه وأنه "طز" فى الوطن، وأن الهدف فى النهاية هو إعادة إنشاء دولة الخلافة الإسلامية، لذلك فإن بدء تكوين جماعة الإخوان المسلمين فى مصر فى منتصف العشرينات من القرن الماضى جاء ردا على هزيمة الدولة العثمانية فى الحرب العالمية الأولى، وكذلك ردا على العلمانية المتطرفية والتى جاء بها كمال أتاتورك فى تركيا بعد تلك الهزيمة، فقد حاول أتاتورك نفى أى صلة بين تركيا ودولة الخلافة، وأجبر الأتراك على خلع الطرابيش ولبس القبعة كما أجبرهم على كتابة اللغة التركية بالحروف اللاتينية بدلا من الحروف العربية.والحنين للعودة للخلافة الإسلامية هو حنين عودة الأندلس إلى العرب مرة أخرى وحنين عودة المهدى المنتظر، وحنينى أنا شخصيا لعودة نادى الزمالك للفوز ببطولة الدورى المصرى، وكلها أمور كما ترون ممكنة (ربما بإستثناء موضوع نادى الزمالك)، وأنا أعتقد أن مسألة (طز) من الممكن أن يكررها الملا عمر قائد طالبان فى أفغانستان، ولست أدرى إن كان هناك مقابل لكلمة (طز) فى لغة الباشتون أم لا؟ والدليل على أن الملا عمر قال (طز) لأفغانستان أيضا هو أنه فتح بلاده وجعلها سداحا مداحا لتنظيم القاعدة وجله من العرب والذين أطلقنا عليهم فيما بعد لفظ (الأفغان العرب)، لأنه لايرى أى فرق بين بن لادن السعودى وأيمن الظواهرى المصرى وأبن عكرمة الليبى، لأنهم كلهم فى نظره وفى نظر كل أطياف المتأسلمين هم مسلمون أولا وأخيرا و (طز) كبيرة لكل بلادهم، لأن تلك البلاد ما هى إلا تقسيمات إستعمارية، وهى بالمناسبة كذبة كبيرة، فحتى فى عز أيام دولة الخلافة الإسلامية، كانت هناك أوطانا فكانت مصر والشام والحجاز والعراق وبلاد المغرب وتركيا وإيران وغيرها من بلاد المسلمين، وبعد الغزو الإسلامى لعديد من البلاد كان ينظر إلى تلك البلاد على أنها بلادا محتلة، بدليل أن دولة الخلافة سواء كانت فى المدينة أم فى دمشق أم بغداد أم القاهرة: كان الخليفة الأموى يرسل حاكما أمويا على البلاد المحتلة وكان الخليفة العباسى كان يرسل حاكما عباسيا والحاكم الأيوبى يرسل حاكما أيوبيا وهكذا، لأن الخلفاء بإعتبارهم محتلين لم يكونوا ليثقوا فى أهل البلاد الأصليين، وقاموا بتعيين حاكما تبعهم فى كل بلد مثلهم فى ذلك مثل المندوب السامى البريطانى فى مصر، والحاكم العسكرى الإسرائيلى فى الأراضى المحتلة وحاكم العراق برايمر الأمريكى، وكان كل همهم هو الخراج أو الجزية، والمقولة المشهورة للخليفة الذى شاهد السحاب يمضى فوق عاصمة الخلافة بدون مطر، قال:"أمطرى أينما شئت فإن خراجك راجع إلينا"، فهذا خليفة يتحدث عن نظام ضرائب مركزى يتم تحصيله لفائدة عاصمة الخلافة وليس لفائدة البلاد المحتله.
نعود إلى موضوع عنوان المقال، هل هناك فرق بين الإخوان المسلمون والقاعدة وطالبان، تعالوا لكى نبحث فيم يتفقون وفيم يختلفون: الكل يتفق على مسألة (طز) فى الوطن و(طز) فى الأقليات، بدليل أن مهدى عاكف يفضل أن يحكم مصر مسلم من ماليزيا ولا أن يحكمها (قبطى) مصرى (مع العلم بأن الأقباط هم أهل البلد الأصليين والذين كانوا يدفعون الجزية عن يد وهم صاغرون).الكل متفق على أن الأوطان هى مجرد خطوط على الخرائط، الكل متفق على أن "الدين عند الله هو الإسلام" وماعاداه من أديان (حتى السماوية لا تصلح لأنه تم تحريفها)، الكل متفق على أن "الإسلام هو الحل" لكل الأمور من أول أنظمة الحكم وحتى كيفية دخول الحمام (لا مؤاخذة)، الكل متفق على أن الديموقراطية هى نظام غربى لا يصلح لنا وأن الشورى هى الأفضل وأن "أهل الحل والعقد" هم الذين يجب أن يحكموا (على غرار مجلس الخبراء فى إيران والذى يقرر فيمن يحق له الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية) أو مكتب الإرشاد للإخوان المسلمين فى مصر، الكل متفق على أنه بالرغم من الديموقراطية وشرورها إلا أنه لا بأس من إستخدامها كأداه للوصول للحكم وبعدها فين يوجعك (مثال حماس فى غزة)، الكل متفق على أن الحرية أيضا شرا من الشرور، الكل متفق على أن الحرية الوحيدة المتاحة هى حرية العبادة للمسلمين وبالطريقة التى يحددها أهل الحل والعقد، الكل متفق على ولاية الفقيه وعلى أن المرجعية لهذا الفقيه مثل الإمام الخمينى أو خامنيئى فى إيران أو المرشد العام فى مصر، الكل متفق على أن الغرب بصفة عامة وإسرائيل وأمريكا بصفة خاصة هم ممثلو الشيطان الأكبرعلى الأرض ويجب القضاء عليهم بأى شكل، الكل (حتى أشد المعتدلين من الإخوان) لم نسمعهم ينددون بتصريح يتيم عند قتل الأبرياء بواسطة الإرهابيبن حتى لو كان الضحايا من أطفال المسلمين، الكل يجمع على أن تفسيرهم للدين هو التفسير الصحيح وما عداه فهو باطل ويستحق المفسرون الآخرون تطبيق حكم الردة عليهم، أو تفريقهم عن زوجاتهن وهذا أضعف الجزاء، الكل يجمع على أن الحجاب وأحيانا النقاب فريضة والذقن فريضة والجلباب القصير فريضة، الكل يجمع على مقاطعة أفكار الغرب مع الإستمرار فى إستخدام أدواتهم، الكل يجمع على أن هناك ثأر بايت بين المسلمين والغرب المسيحى منذ أيام الحرب الصليبية وإنضم إلي تلك الحرب حديثا اليهود والصهاينة ولذلك أصبحت الحرب المقدسة الآن وفريضة الجهاد هى محاربة وقتل الغرب الصليبى الصهيونى، الكل يجمع على أن الوصول إلى قلب العامة هو القيام بزرع أكبر قدرمن الكراهية فى نفوسهم ليسهل قيادتهم، الكل يرى أن الوسيلة الوحيدة للقضاء على الإرهاب هو أن يتحول الست مليارات ونصف المليار من البشر إلى الإسلام، ساعتها لن يكون هناك أى حاجة إلى أعمال إرهابية (اللهم إلا بين المسلمين وبعضهم البعض وتلك لا يصح أن نطلق عليها لفظ إرهاب لأنها "زيتنا فى دقيقنا")، الكل يجمع على أن هناك دار سلام خاصة بالمسلمين ودار حرب خاصة بغير المسلمين. فإذا كان الكل يتفق على كل المذكور أعلاه، إذن فأين الفرق والإختلاف، الفروقات مرحلية، فالإخوان المسلمون أناس عقلاء يؤمنون بمبدأ تمسكن حتى تتمكن، أما القاعدة وطالبان فإناس متهورون ليس لديهم أى تفاهم ويضربون فى المليان بلا رحمة أو هوادة، يؤمنون بأن المرأة مفروض تظل فى البيت لذلك لاداعى لمدارس البنات ولا مانع من تشويه وجوه الفتيات الصغيرات بمية النار ولا مانع من تفجير مدارس البنات و لا مانع من تسريب غاز فى مدارس البنات لخلق حالة من الرعب وسط الفتيات الصغيرات وأهاليهن وتصبح غلق مدارس البنات مسألة حتمية، الأخوان تاخد منهم كلام مثل الشهد ولكن يخلوا بك فى أول محطة قطار إن كانت تناسبهم، أما القاعدة وطالبان فلا يعرفون لغة الحوار، لذلك كانت سذاجة شديدة من حكومة باكستان الحالية أن تعقد إتفاقا مع طالبان لم يدم أسابيع، بالرغم من تنازل الحكومة عن منطقة وادى سوات لطالبان يمرحون فيها ويغلقون مدارسها ويقيمون محاكمهم الشرعية ويحرمون الغناء والموسيقى، ولكن كل هذا لا يكفيهم بالطبع، لا يريدون قطعة من التورتة، يريدون التورتة كلها، وإذا أخذوا باكستان وأفغانستان فلن تكفيهم ولن يتوقفوا حتى يحققوا دولة الخلافة، الفرق هو أن الأخوان المسلمون هم المكتب السياسى والقاعدة وطالبان هما الجناح العسكرى.والجميع يتفق على إلقاء بياناته من خلال برامج قناة لهلوبة الفضائية. samybehiri@aol.com
نعود إلى موضوع عنوان المقال، هل هناك فرق بين الإخوان المسلمون والقاعدة وطالبان، تعالوا لكى نبحث فيم يتفقون وفيم يختلفون: الكل يتفق على مسألة (طز) فى الوطن و(طز) فى الأقليات، بدليل أن مهدى عاكف يفضل أن يحكم مصر مسلم من ماليزيا ولا أن يحكمها (قبطى) مصرى (مع العلم بأن الأقباط هم أهل البلد الأصليين والذين كانوا يدفعون الجزية عن يد وهم صاغرون).الكل متفق على أن الأوطان هى مجرد خطوط على الخرائط، الكل متفق على أن "الدين عند الله هو الإسلام" وماعاداه من أديان (حتى السماوية لا تصلح لأنه تم تحريفها)، الكل متفق على أن "الإسلام هو الحل" لكل الأمور من أول أنظمة الحكم وحتى كيفية دخول الحمام (لا مؤاخذة)، الكل متفق على أن الديموقراطية هى نظام غربى لا يصلح لنا وأن الشورى هى الأفضل وأن "أهل الحل والعقد" هم الذين يجب أن يحكموا (على غرار مجلس الخبراء فى إيران والذى يقرر فيمن يحق له الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية) أو مكتب الإرشاد للإخوان المسلمين فى مصر، الكل متفق على أنه بالرغم من الديموقراطية وشرورها إلا أنه لا بأس من إستخدامها كأداه للوصول للحكم وبعدها فين يوجعك (مثال حماس فى غزة)، الكل متفق على أن الحرية أيضا شرا من الشرور، الكل متفق على أن الحرية الوحيدة المتاحة هى حرية العبادة للمسلمين وبالطريقة التى يحددها أهل الحل والعقد، الكل متفق على ولاية الفقيه وعلى أن المرجعية لهذا الفقيه مثل الإمام الخمينى أو خامنيئى فى إيران أو المرشد العام فى مصر، الكل متفق على أن الغرب بصفة عامة وإسرائيل وأمريكا بصفة خاصة هم ممثلو الشيطان الأكبرعلى الأرض ويجب القضاء عليهم بأى شكل، الكل (حتى أشد المعتدلين من الإخوان) لم نسمعهم ينددون بتصريح يتيم عند قتل الأبرياء بواسطة الإرهابيبن حتى لو كان الضحايا من أطفال المسلمين، الكل يجمع على أن تفسيرهم للدين هو التفسير الصحيح وما عداه فهو باطل ويستحق المفسرون الآخرون تطبيق حكم الردة عليهم، أو تفريقهم عن زوجاتهن وهذا أضعف الجزاء، الكل يجمع على أن الحجاب وأحيانا النقاب فريضة والذقن فريضة والجلباب القصير فريضة، الكل يجمع على مقاطعة أفكار الغرب مع الإستمرار فى إستخدام أدواتهم، الكل يجمع على أن هناك ثأر بايت بين المسلمين والغرب المسيحى منذ أيام الحرب الصليبية وإنضم إلي تلك الحرب حديثا اليهود والصهاينة ولذلك أصبحت الحرب المقدسة الآن وفريضة الجهاد هى محاربة وقتل الغرب الصليبى الصهيونى، الكل يجمع على أن الوصول إلى قلب العامة هو القيام بزرع أكبر قدرمن الكراهية فى نفوسهم ليسهل قيادتهم، الكل يرى أن الوسيلة الوحيدة للقضاء على الإرهاب هو أن يتحول الست مليارات ونصف المليار من البشر إلى الإسلام، ساعتها لن يكون هناك أى حاجة إلى أعمال إرهابية (اللهم إلا بين المسلمين وبعضهم البعض وتلك لا يصح أن نطلق عليها لفظ إرهاب لأنها "زيتنا فى دقيقنا")، الكل يجمع على أن هناك دار سلام خاصة بالمسلمين ودار حرب خاصة بغير المسلمين. فإذا كان الكل يتفق على كل المذكور أعلاه، إذن فأين الفرق والإختلاف، الفروقات مرحلية، فالإخوان المسلمون أناس عقلاء يؤمنون بمبدأ تمسكن حتى تتمكن، أما القاعدة وطالبان فإناس متهورون ليس لديهم أى تفاهم ويضربون فى المليان بلا رحمة أو هوادة، يؤمنون بأن المرأة مفروض تظل فى البيت لذلك لاداعى لمدارس البنات ولا مانع من تشويه وجوه الفتيات الصغيرات بمية النار ولا مانع من تفجير مدارس البنات و لا مانع من تسريب غاز فى مدارس البنات لخلق حالة من الرعب وسط الفتيات الصغيرات وأهاليهن وتصبح غلق مدارس البنات مسألة حتمية، الأخوان تاخد منهم كلام مثل الشهد ولكن يخلوا بك فى أول محطة قطار إن كانت تناسبهم، أما القاعدة وطالبان فلا يعرفون لغة الحوار، لذلك كانت سذاجة شديدة من حكومة باكستان الحالية أن تعقد إتفاقا مع طالبان لم يدم أسابيع، بالرغم من تنازل الحكومة عن منطقة وادى سوات لطالبان يمرحون فيها ويغلقون مدارسها ويقيمون محاكمهم الشرعية ويحرمون الغناء والموسيقى، ولكن كل هذا لا يكفيهم بالطبع، لا يريدون قطعة من التورتة، يريدون التورتة كلها، وإذا أخذوا باكستان وأفغانستان فلن تكفيهم ولن يتوقفوا حتى يحققوا دولة الخلافة، الفرق هو أن الأخوان المسلمون هم المكتب السياسى والقاعدة وطالبان هما الجناح العسكرى.والجميع يتفق على إلقاء بياناته من خلال برامج قناة لهلوبة الفضائية. samybehiri@aol.com
No comments:
Post a Comment